في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة والحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ عامين، تتجلى محاولات خلف الكواليس لترتيب مستقبل سياسي وأمني جديد في القطاع، من خلال ترشيح شخصية فلسطينية بارزة تحظى بقبول لدى الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية.

مقال مقترح: هل ستشهد أسعار اللحوم ارتفاعًا بعد عيد الأضحى المبارك في 2025؟
هنا يبرز اسم رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة، الذي أصبح مرتبطًا بمحاولات رسم خارطة جديدة للسلطة في غزة، خطوة قد تعيد تعريف السيطرة على القطاع بعيدًا عن حركة حماس، وفقًا لما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
يقود هذه المبادرة آري بن مناشيه، عضو سابق في جماعات ضغط إسرائيلية، يعمل من كندا، والذي أكد أن ترشيح اسم سمير حليلة اكتسب زخمًا خلال الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد عقد اجتماعات رفيعة المستوى في الولايات المتحدة، واتصالات أجراها حليلة بنفسه في مصر.
تشير صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أنه تم تقديم وثائق إلى وزارة العدل الأمريكية، توضح تسجيل آري بن مناشيه كجهة ضغط نيابة عن حليلة قبل عدة أشهر، بهدف التأثير على صناع القرار الأمريكيين لدعم ترشيحه كحاكم لغزة، في مبادرة تعتمد على إدارة القطاع عبر شخصية فلسطينية تحظى برعاية الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية.
انطلقت هذه المبادرة في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لكنها لم تكتسب زخمًا إلا مع تولي ترامب الرئاسة الأمريكية.
تكشف وثائق حديثة قدمت لوزارة العدل أن بن مناشيه ناقش المبادرة مع مسؤولين من قطر والمملكة العربية السعودية ومصر، إلى جانب أطراف أخرى.
أوضح بن مناشيه تفاصيل قضية حليلة، مشيرًا إلى أن الترويج لهذه الخطوة مهم له شخصيًا، وليست مجرد مسألة تجارية، إذ قال: “إنها في صالح اليهود”
تابع آري بن مناشيه أنه يجري الترويج للأمر مع شخصيات رفيعة جدًا في الإدارة الأمريكية، بهدف أن تعمل حليلة تحت رعاية جامعة الدول العربية، وخاصةً مصر والسعودية، وبهذه الطريقة، سيتم حل مشكلة المعارضة الإسرائيلية لدخول السلطة الفلسطينية رسميًا إلى قطاع غزة، وقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا خلال الأسابيع الأخيرة، دون إضافة تفاصيل أكثر.
ممكن يعجبك: رئيس حي الدقي يكشف تفاصيل استدعائه للتحقيق بشأن شكوى القمامة
تشير الوثائق المقدمة من بن مناشيه للولايات المتحدة إلى أن الخطة تشمل نشر قوات أمريكية وعربية في قطاع غزة، والاعتراف بالأمم المتحدة بوضع غزة الخاص، والحصول على حقوق التنقيب عن الغاز قبالة سواحل غزة، وغيرها.
بدوره، قال سمير حليلة من عمان، الذي وصفت الصحيفة العبرية حديثه بأنه كان متحفظًا: “المبادرة من قِبَل بن مناشيه نفسه، جاء من كندا لمقابلتي، وعرض الفكرة فقبلتها”
عن الجهة التي تمول أنشطة الضغط، قال حليلة: “لم يكن المال يومًا مشكلة هنا”، مضيفًا أنه دفع لبن مناشيه حتى الآن 130 ألف دولار أمريكي للترويج لهذه القضية
يُشار إلى أن العقد المبرم بين حليلة وشركة بن منشيه يبلغ إجمالي قيمته حوالي 300 ألف دولار أمريكي، وفقًا لما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت.
أضاف رجل الأعمال الفلسطيني والحاكم المقترح لغزة، إن الخطوة الأولى والأساسية لإعادة إعمار غزة هي وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب، مؤكدًا: عندها فقط يمكننا الحديث عن غزة ما بعد الحرب، موضحًا أنه يتصور نفسه كـ”مدير مشروع” لإعادة إعمار القطاع، حيث يخطط لإدخال ما بين 600 إلى 1000 شاحنة مساعدات يوميًا وفتح 4 إلى 5 معابر تجارية بشكل دائم
شدد حليلة على ضرورة استعادة القانون والنظام في غزة، بحيث تكون السلطة هناك مستقلة عن السلطة الفلسطينية وحماس، وتحظى باحترام السكان، مع القضاء على وجود أسلحة “بقايا حماس أو الجهاد الإسلامي”، مشيرًا إلى أن إعادة تأهيل غزة ستتطلب استثمارات تصل إلى 53 مليار دولار، مع استعداد دول الخليج للمساهمة بشرط التزام واضح من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
أكد أن أي تقدم حقيقي لن يتحقق قبل انتهاء الحرب، لكنه أعرب عن تفاؤله بعد أن بدا أن إسرائيل، ولأول مرة، مستعدة لمناقشة إنهاء الحرب بشكل كامل وليس فقط وقف إطلاق نار مؤقت، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مستشهدًا بتصريحات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، الذي قال: “الخطة هي إنهاء الحرب، لا تمديدها، نعتقد أن المفاوضات يجب أن تتجه نحو خيار الكل أو لا شيء – إنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم في آن واحد، بهذه الطريقة فقط”
من هو سمير حليلة؟
سمير حليلة المقيم في رام الله، هو خبير اقتصادي سياسي ورجل أعمال بارز في السلطة الفلسطينية، شغل خلال مسيرته عدة مناصب عليا، منها الأمين العام للحكومة الفلسطينية عام 2005، ثم وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة، ورئيس مجلس إدارة المعهد الفلسطيني لأبحاث السياسات الاقتصادية، وعضو مجلس إدارة مركز التجارة الفلسطيني.
كما شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة باديكو، أكبر شركة قابضة في السلطة الفلسطينية، ورئيس مجلس إدارة بورصة فلسطين.
يُعرف حليلة بعلاقاته الواسعة، لا سيما قربه من رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشار المصري، مؤسس مدينة روابي، والذي تربطه صلات وثيقة بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.