الفيوم – حسين فتحي:

ممكن يعجبك: سفينة المساعدات مادلين تصل إلى ميناء أسدود لتقديم الدعم الإنساني
في ظل موجة حارة غير مسبوقة، حيث تجاوزت درجات الحرارة حاجز الـ50 درجة في الظل، يواجه مزارعو الفيوم أزمة حقيقية تهدد محاصيلهم الصيفية بشكل كبير.
المزارع صبحي الشريف يشير إلى أن هذه الموجة الحارة أثرت سلبًا على العديد من المحاصيل مثل القطن والذرة والطماطم والفلفل والبقدونس، وهي نباتات لم تعتد على هذه الحرارة المرتفعة، كما أضاف أن لوز القطن تعرض “للسع” مما أدى إلى جفافه وتحويل المحصول إلى خسائر كبيرة.
من جانبه، أكد المزارع حسن عبد الوهاب أن محصول الذرة كان الأكثر تضررًا، حيث احترقت أعواده واقفة، مما أثر بشكل كبير على نموه الخضري.
أما الدكتور أسامة دياب، وكيل وزارة الزراعة بالفيوم، فقد أوضح أن الجو الحار لا يشكل خطرًا على الزراعات الحالية مثل القطن والذرة الرفيعة والشامية والطماطم، بشرط أن تتم عمليات الري ليلاً أو بين العصر والمغرب، حيث أن درجة الحرارة الضارة تكون في شهري مايو ويونيو.
وكشف عن تراجع زراعة القطن بنسبة 50%، حيث وصلت المساحة المنزرعة إلى 10 آلاف فدان، بينما زادت مساحة الذرة الشامية إلى 60 ألف فدان، والذرة الرفيعة إلى 11 ألف و744 فدان، لافتًا إلى أن المديرية لديها 20 مركزًا إرشاديًا لتوعية المزارعين بكيفية حماية زراعاتهم.
الدكتور سمير سيف اليزل، محافظ بني سويف الأسبق والأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الفيوم، يؤكد أن ظاهرة التغيرات المناخية عالمية، لكن تأثيراتها تختلف من منطقة لأخرى، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية مثل القطن والذرة والخضروات، ويستدعي اتباع طرق خاصة في الري والتسميد لمواجهة “الإجهاد الحراري”.
شوف كمان: انقطاع الكهرباء في بلطيم نتيجة الطقس السيئ وأثره على الحياة اليومية
كما أشار إلى أن خبراء المناخ كانوا يتوقعون زيادة درجة الحرارة بمعدل درجتين كل 100 عام، لكنها الآن ترتفع بمعدل 7 إلى 8 درجات كل 50 عامًا، وهو ما يستدعي تغيير نظم الزراعة وتوقيتاتها.
وأرجع سيف اليزل أحد أسباب ارتفاع الحرارة إلى انحسار المساحات الخضراء في إفريقيا بعد قطع الغابات، مما يقلل من امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
وأوضح أن من أبرز تأثيرات الحرارة على المحاصيل هو النضج المبكر، وطالب بتأجيل زراعة العروة الصيفية مثل الطماطم والخيار والذرة إلى شهر يونيو، وعدم الري “بالغمر” بعد الساعة الثامنة صباحًا.
كما دعا علماء مركز البحوث الزراعية إلى استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة، وتكثيف البرامج الإرشادية للمزارعين لتوعيتهم بمخاطر التغيرات المناخية.