الشرقية – ياسمين عزت:

من نفس التصنيف: مصرع شاب وطفل في حادث مأساوي على الطريق الصحراوي بقنا
على منصة “تيك توك”، كانت “ياسمين” تجسد ظاهرة فريدة من نوعها، فتاة ذات جمال استثنائي، تجذب الأنظار بحركاتها ورقصها وكلماتها المثيرة، استطاعت أن تجمع حولها جمهورًا كبيرًا من المتابعين تجاوز عددهم 90 ألفًا، معظمهم من الشباب والرجال الباحثين عن المتعة المحرمة.
كانت “ياسمين” تعرف كيف تلبي غرائزهم، وكيف تحول إعجابهم إلى تحويلات مالية تتدفق على حسابها، كان عالمًا رقميًا مليئًا بالإثارة والوهم، لكنه كان أيضًا على وشك الانهيار.
مداهمة في فجر بلبيس.
بعيدًا عن أضواء “تيك توك” وصخبه، وفي قرية هادئة تابعة لمركز بلبيس بالشرقية، كانت خيوط الحقيقة تنسج في الظلام، فجر يوم الثلاثاء، تحركت قوة من مباحث مركز شرطة بلبيس بقيادة الرائد إبراهيم عبد الغني، لم يكن هدفهم فتاة جميلة، بل منزل بسيط يقيم فيه شاب بالكاد أتم عامه الثامن عشر.
عندما داهمت القوة المنزل، وجدوا شابًا عادي الملامح، تبدو عليه علامات الذكورة الطبيعية، لم يكن هناك “ياسمين”، لكن عالمها كان حاضرًا داخل هذا المنزل المتواضع: ملابس نسائية متناثرة، أدوات ومساحيق تجميل، والأهم، شاشة كمبيوتر كانت هي المسرح الذي تُبنى عليه أكبر خدعة شهدتها المنصة في مصر
من هي ياسمين؟
انهار الوهم تمامًا، الشاب، الذي يُدعى (ع.ح.ب)، من مواليد 2007، والمتخرج حديثًا من معهد للسياحة والفنادق، وأتم السن القانوني قبل أسبوع واحد فقط من القبض عليه، هو “ياسمين”.
لم تكن “ياسمين” شخصيته الوحيدة، فقد عثرت أجهزة الأمن على حساب آخر يديره الشاب باسم “بودي بركات”، كان يستخدمه لاستقطاب الرجال من ذوي الميول المثلية، مما يثبت أنه كان يدير شبكة متكاملة لجني الأموال بطرق غير مشروعة.
صاحب القناع يعترف.
مقال مقترح: استعد لمستقبل مشرق في 2025 مع برنامج التكنولوجيا الحيوية الجزيئية وفرص العمل المتاحة لك!
أمام جهات التحقيق في النيابة الكلية بالزقازيق، سقط القناع الأخير، اعترف الشاب بكل شيء، اعترف أنه بدأ هذه اللعبة منذ عامين، وعندما وجد إقبالًا كبيرًا وعائدًا ماديًا مجزيًا، قرر تطوير الخدعة.
كان السر الأكبر هو اعتماده الكلي على برامج الذكاء الاصطناعي (AI) لتحويل ملامحه الذكورية إلى صورة “ياسمين” فائقة الجمال التي لم تكن موجودة إلا في العالم الافتراضي.
تم تحرير محضر بالواقعة يحمل رقم 19413 لسنة 2025 جنح مركز شرطة بلبيس، ليواجه الشاب تهم نشر الفسق والفجور والأعمال المنافية للآداب العامة، وتُسدل بذلك الستار على قصة “ياسمين”، الإمبراطورة الوهمية التي صنعها الذكاء الاصطناعي وأسقطتها يد العدالة.