بي بي سي.

ممكن يعجبك: الأجانب يفضلون بيع الدولار للاستثمار في الجنيه.. تعرف على الأسباب وراء هذا الاتجاه!
يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أنكوريج يوم الجمعة، بهدف مناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
هذا اللقاء الرفيع المستوى يُعقد في قاعدة إلمندورف – ريتشاردسون المشتركة، وهي منشأة عسكرية أمريكية تقع شمال أكثر مدن ألاسكا ازدحاماً بالسكان.
أكد مسؤولو البيت الأبيض أن القاعدة تلبي المتطلبات الأمنية اللازمة لاستضافة الزعيمين، حيث لم يكن هناك خيارات متعددة لعقد هذا الاجتماع الذي تم ترتيبه بسرعة، في ذروة موسم السياحة الصيفية.
الجدير بالذكر أن جولات المحادثات الثلاث بين روسيا وأوكرانيا هذا الصيف، التي تمت بناءً على طلب ترامب، لم تُسفر عن تقدم يُذكر نحو السلام.
إليكم ما نعرفه عن القاعدة وما يمكن توقعه من هذا الاجتماع.
ما هي قاعدة إلمندورف – ريتشاردسون المشتركة؟
تعود جذور قاعدة إلمندورف – ريتشاردسون المشتركة إلى فترة الحرب الباردة، وتُعتبر أكبر قاعدة عسكرية في ألاسكا.
تمتد هذه المنشأة على مساحة 64,000 فدان، وتُعد موقعاً أمريكياً رئيسياً للتأهب العسكري في القطب الشمالي.
تحيط بالقاعدة جبال مغطاة بالثلوج وبحيرات جليدية وأنهار جليدية رائعة، وتسود فيها أجواء باردة طوال العام، حيث تصل درجات الحرارة إلى 12 درجة مئوية تحت الصفر في فصل الشتاء.
ومع ذلك، سيكون الطقس معتدلاً نسبياً خلال اجتماع الزعيمين يوم الجمعة، حيث ستبلغ درجة الحرارة نحو 16 درجة مئوية.
أوضح ترامب أهمية إلمندورف – ريتشاردسون المشتركة حين قال في زيارة للقاعدة خلال ولايته الأولى عام 2019، إن القوات الأمريكية هناك “تخدم في آخر حدود بلادنا كخط دفاع أول لأمريكا”.
يعيش في هذا الموقع أكثر من 30,000 نسمة، أي ما يمثل نحو 10 في المئة من سكان أنكوريج.
تأسست هذه القاعدة عام 1940، وكانت موقعاً دفاعياً جوياً بالغ الأهمية، ونقطة قيادة مركزية لصد تهديدات الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
برزت أهميتها بشكل خاص عام 1957، عندما استضافت 200 طائرة مقاتلة، وأنظمة رادار متعددة لمراقبة الحركة الجوية والإنذار المبكر، ما أكسبها لقب “الغطاء الجوي لأمريكا الشمالية”.
لا تزال القاعدة في نمو مستمر بفضل موقعها الاستراتيجي ومرافقها التدريبية.
لماذا يلتقي الزعيمان في ألاسكا؟
اشترت الولايات المتحدة ألاسكا من روسيا عام 1867، ما يضفي على الاجتماع طابعاً تاريخياً.
أصبحت ألاسكا ولاية أمريكية رسمياً عام 1959.
أشار مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، إلى أن الدولتين جارتان، ولا يفصل بينهما سوى مضيق بيرينغ.
قال أوشاكوف: “يبدو منطقياً تماماً أن يحلّق وفدنا فوق مضيق بيرينغ، وأن تُعقد قمة مهمة ومرتقبة كهذه بين زعيمي البلدين في ألاسكا”
كانت آخر مرة برزت فيها ألاسكا في حدث دبلوماسي أمريكي، في مارس/آذار 2012، عندما التقى الفريق الدبلوماسي والأمني لجو بايدن بنظرائهم الصينيين في أنكوريج.
حينها، اتسم الاجتماع بالتوتر، حيث اتهم الصينيون الأمريكيين بـ”التعالي والنفاق”.
لماذا يلتقي بوتين وترامب؟
يسعى ترامب جاهداً لإنهاء الحرب في أوكرانيا دون نجاح حتى الآن.
كان ترامب قد تعهد كمرشح رئاسي بأنه قادر على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه، وكثيراً ما كرر أن الحرب “ما كانت لتحدث أبداً” لو كان رئيساً وقت الغزو الروسي عام 2022.
في الشهر الماضي، صرح ترامب لبي بي سي بأنه “يشعر بخيبة أمل” تجاه بوتين.
بعد أن تزايدت حدة الإحباط، حدد ترامب الثامن من أغسطس/آب موعداً نهائياً لبوتين، للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، وإلا فسيواجه عقوبات أمريكية أشد.
مع اقتراب الموعد النهائي، أعلن ترامب أنه وبوتين سيلتقيان وجهاً لوجه في 15 أغسطس/آب.
يأتي هذا الاجتماع بعد أن أجرى المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف محادثات “مثمرة للغاية” مع بوتين في موسكو يوم الأربعاء، وفقاً لترامب.
قبل الاجتماع، سعى البيت الأبيض إلى التقليل من التكهنات بأن الاجتماع الثنائي قد يُسفر عن وقف إطلاق النار.
قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن هذا اللقاء يعد بمثابة “استماع” للرئيس.
وفي حديثه للصحفيين يوم الاثنين، قال ترامب إنه يعتبر القمة “اجتماعاً استطلاعياً” يهدف إلى حث بوتين على إنهاء الحرب.
هل ستحضر أوكرانيا؟
لا يُتوقع حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ قال ترامب يوم الاثنين: “أود أن أقول إنه يستطيع الحضور، لكنه حضر العديد من الاجتماعات”
ومع ذلك، صرح ترامب بأن زيلينسكي سيكون أول من سيتصل به بعد اللقاء المرتقب.
أوضح مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب وزيلينسكي سيلتقيان افتراضياً يوم الأربعاء، قبيل قمة الرئيس الأمريكي مع بوتين، وسينضم إلى اجتماع زيلينسكي عدد من القادة الأوروبيين.
طلب بوتين استبعاد زيلينسكي، على الرغم من أن البيت الأبيض كان قد صرح سابقاً بأن ترامب مستعد لعقد اجتماع ثلاثي يحضره القادة الثلاثة.
قال زيلينسكي إن أي اتفاقات دون مساهمة أوكرانيا ستكون بمثابة “حبر على ورق”.
ما الذي يأمل الطرفان في تحقيقه؟
على الرغم من أن كلاً من روسيا وأوكرانيا لطالما أكدت رغبتهما في إنهاء الحرب، إلا أن كلاً منهما يريد ما يعارضه الطرف الآخر بشدة.
صرح ترامب يوم الاثنين بأنه “سيحاول إعادة بعض الأراضي [التي تحتلها روسيا] إلى أوكرانيا”، لكنه حذر أيضاً من احتمال حدوث “بعض التبادل والتغيير في الأراضي”.
ومع ذلك، أصرت أوكرانيا على رفض سيطرة روسيا على المناطق التي استولت عليها، ومنها شبه جزيرة القرم.
كما رفض زيلينسكي هذا الأسبوع أي فكرة بشأن “تبادل” الأراضي، قائلاً: “لن نكافئ روسيا على ما ارتكبته”
في غضون ذلك، لم يتراجع بوتين عن مطالبه، لا سيما فكرة حياد أوكرانيا، وتحديد حجم جيشها المستقبلي.
كان أحد الأسباب التي دفعت روسيا، نوعاً ما، إلى شن غزوها الشامل لأوكرانيا هو اعتقاد بوتين بأن حلف الناتو، التحالف العسكري الغربي، يستخدم هذه الدولة المجاورة ليضمن موطئ قدم لقواته بالقرب من حدود روسيا.
أفادت قناة سي بي إس نيوز، الشريكة الأمريكية لبي بي سي، بأن إدارة ترامب تحاول التأثير على القادة الأوروبيين بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار، من شأنه أن يُسلم مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية إلى روسيا.
وفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات، سيسمح الاتفاق لروسيا بالاحتفاظ بالسيطرة على شبه جزيرة القرم، والاستيلاء على منطقة دونباس شرق أوكرانيا، التي تضم دونيتسك ولوهانسك.
مواضيع مشابهة: 14 نصيحة ذهبية للطلاب وأولياء الأمور لضمان إجابات مثالية في الامتحانات
قد احتلت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني عام 2014، وتسيطر قواتها على معظم منطقة دونباس.
وبموجب الاتفاق، سيتعين على روسيا التخلي عن منطقتي خيرسون وزابوريجيا الأوكرانيتين، حيث تبسط سيطرتها العسكرية على بعض تلك المناطق.