قصة قائدة الطيران التاريخية التي واجهت تحديات الأمومة وكرة القدم بعد رفض والدتها واعتزالها 3 مرات
يُعتبر قرار اعتزال كرة القدم أحد أصعب القرارات التي قد يتخذها اللاعب، ولكن الأمر يصبح أكثر تعقيدًا عندما يواجه اللاعب، أو اللاعبة، هذا القرار ثلاث مرات.

مقال له علاقة: تغيير تصميم جائزة رجل المباراة في الدوري المصري مستوحى من معالم العاصمة الإدارية
إيناس مصطفى، البالغة من العمر 36 عامًا، قائدة فريق كرة القدم النسائية بنادي الطيران، اتخذت قرار الاعتزال بعد 17 عامًا من العطاء في النادي، نتيجة الظروف الصعبة التي واجهتها خلال الموسم الماضي، لكنها أكدت أن هذه الصعوبات لم تكن فقط على مستوى اللعبة، وذلك في حوار خاص لنبأ العرب.
لم تكن بداية إيناس في كرة القدم بالصعوبة التي واجهتها خلال الموسم الماضي، بل بدأت مشوارها في ظروف مختلفة، بعد وفاة المدرب أحمد كامل، الذي كان له دور كبير في وضع نادي الطيران في المنافسة طوال السنوات السابقة، واستمرت اللاعبات في الفريق تكريمًا له.
في عام 2004، بدأت إيناس مصطفى رحلتها الفعلية في كرة القدم مع نادي النصر، بعد سنوات من اللعب في الشارع، ورغم رفض والدتها لهذا القرار، استطاع والدها إقناعها قائلًا: “اتركيها تفعل ما تشاء وتجرب”
بعد نحو أربع سنوات مع النصر، تمكنت خلالها من الصعود بالفريق إلى الدوري الممتاز، انتقلت إلى نادي الطيران وهي في السابعة عشرة من عمرها، وهو النادي الذي لم ترتدِ قميص نادٍ آخر غيره، وحصدت معه الدوري المصري الممتاز عام 2019، بالإضافة إلى بطولة الجمهورية لثلاثة مواسم متتالية، وكانت أفضل لاعبة في أحد المواسم.
الزواج والاعتزال للمرة الأولى
كما شهد نادي الطيران تألقها في كرة القدم، شهد أيضًا قصة حبها وزواجها، حيث كان زوجها أحد أعضاء النادي، وتعارفا داخل أروقته، قبل أن يتزوجا وينجبا طفلتهما الأولى خلال السنة الأولى من زواجهما.
مواضيع مشابهة: مروان عطية يرحب بمولودته الأولى ويختار لها اسمًا مميزًا
تتحدث إيناس عن ابتعادها عن الكرة في عام زواجها الأول، قائلة لنبأ العرب: “في البداية كان رافضًا لعبي لكرة القدم، لكنني في الأساس حملت بابنتي الأولى في أول عام، وابتعدت عن الملعب، لكنني لم أبتعد عن النادي، وكنت أذهب للفريق حتى في المباريات خارج أرضنا، وكان زوجي يذهب معي، ثم أخبرني أنني يمكن أن أعود للكرة لأنه يشعر أن الأمر سيكون فارقًا معي، وبالفعل عدت بعد عام من الابتعاد عن الملعب وثلاثة أشهر بعد الولادة، ودخلت فترة إعداد، ثم تدريجيًا عدت للمباريات، وفي العام التالي حصدنا الدوري
نجحت إيناس في التوازن بين حياتها كلاعبة كرة قدم وأم، حيث كانت تأخذ طفلتها إلى والدتها قبل التوجه للتدريب، وتعود مرة أخرى لتأخذها إلى المنزل، لكن هذا الأمر لم يتكرر في ولادة طفلتها الثانية.
العودة بعد الاعتزال الثاني
فكرت إيناس في اعتزال كرة القدم للمرة الثانية، أثناء حملها في طفلتها الثانية، نتيجة وفاة والدها وظروف أسرتها، لكن هذه المرة لم يكن زوجها هو السبب في عودتها، بل والدتها التي كانت ترفض قبل نحو 19 عامًا لعبها لكرة القدم، وبالفعل، عادت بعد شهر ونصف من ولادة طفلتها الثانية، وخسرت نحو 25 كيلوجرامًا من وزنها.
قائدة الطيران التاريخية: “جيت على نفسي عشان عيلتي والنادي”
اختارت إيناس أن تتغاضى عن احتياجاتها الشخصية من أجل كرة القدم وعائلتها، ورغم أنها ترى نفسها قادرة على العطاء لثلاث سنوات أخرى في الملاعب، إلا أنها قررت الاعتزال من أجل ابنتيها.
قالت إيناس: “جيت على حساب نفسي عشان عيلتي والنادي، قرار الاعتزال كان صعبًا، لكنني شعرت بالإجهاد لظروف الموسم الماضي، وتحملت فوق طاقتي، كما أن ابنتي الكبرى في الصف الرابع الابتدائي والصغرى عمرها 3 سنوات، أشعر أنني يجب أن أتفرغ لهما”
عندما اتخذت إيناس قرار الاعتزال بعد أكثر من 20 عامًا، لم تأخذ رأي أحد، حتى أن زوجها عرف الخبر من “السوشيال ميديا”، ورغم صعوبة القرار عليها، إلا أنها تشعر بالرضا لمغادرة النادي وهو في الدوري الممتاز، بعدما كان يصارع على الهبوط الموسم الماضي.
روت إيناس ما وصل إليه حال النادي: “الكرة النسائية هي التي صنعت اسم نادي الطيران، لكن السنوات الماضية لم يكن هناك اهتمام بها، الطيران دائمًا ينافس على البطولات واسمه في السماء، كيف وصل الأمر به إلى عدم المشاركة في كأس مصر؟ حزينة على وضع النادي، أتذكر الموسم الماضي كان لدينا مباراة مصيرية كان يجب أن نفوز بها لنهرب من الهبوط، ذهبت للنادي منذ الصباح وجلست مع اللاعبات، ولأول مرة أبكي أمامهن، والحمد لله كسبنا”
كانت مباراة الزمالك واحدة من أقوى مواجهات الطيران في الموسم الماضي، حيث دخلها مدرب الزمالك بدون حارسته الأساسية، مما جعل إيناس تشعر بالاستهزاء بفريقها الذي دافعت عنه طوال 17 عامًا، وكما كان متوقعًا، انقلبت الطاولة وتقدم الطيران بهدفين حتى آخر خمس دقائق، لينتهي اللقاء بالتعادل 2-2.
رفض عروض مغرية من أجل الطيران
على مدار السنوات التي قضتها القائدة التاريخية للطيران في النادي، تلقت العديد من العروض المغرية، لكنها لم تتخيل نفسها بقميص نادٍ آخر، ففي إحدى المرات، عندما انتهى تعاقدها مع الفريق، قررت الاستماع للعروض الأخرى، لكنها لم تتمكن من النوم، وفي صباح اليوم المقرر للجلسة مع أحد الأندية، اعتذرت عن الأمر ووقعت مع الطيران، بعقد أقل ثلاث مرات مما كان معروضًا عليها.