أرجع الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، انخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في الفترة الأخيرة إلى مجموعة من العوامل الخارجية والداخلية، إضافة إلى تأثيرات نفسية وسلوكية في السوق، وأكد عبر قناته على “يوتيوب” أن استمرار هذا الاتجاه يعتمد على تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي بشكل مستدام.

اقرأ كمان: كيف تثير الطموحات النووية الإيرانية القلق في العالم؟
ارتفع الجنيه إلى أعلى مستوى له مقابل الدولار خلال الأسابيع الستة الماضية، ليصل إلى 48.28 جنيه للشراء و48.38 للبيع بنهاية تعاملات اليوم في بنكي الأهلي ومصر.
عوامل خارجية
أوضح نافع أن التقارير الدولية، مثل تقارير “جي بي مورجان” و”جولدمان ساكس”، تشير إلى اتجاه عالمي نحو انخفاض الدولار، في ظل توقعات ببدء دورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة، عبر خفض أسعار الفائدة أربع مرات قبل نهاية العام، إلى جانب تراجع الطلب العالمي على الدولار نتيجة تباطؤ الاقتصاد وتراجع حركة التجارة والسفر.
عوامل محلية
وأشار إلى أن جزءًا من التحسن في قيمة الجنيه مرتبط بعوامل محلية موضوعية، أبرزها تحسن صافي الأصول الأجنبية إلى نحو 15 مليار دولار مقارنة بـ10 مليارات في فبراير الماضي، وكذلك زيادة احتياطي النقد الأجنبي وتحسن ميزان المعاملات الجارية بنسبة 50% خلال الربع الثاني من 2025، وتراجع الضغط على الدولار مع انحسار الاستيراد الموسمي للطاقة، وتقييد الإنفاق العام، ووضع سقوف للاستدانة الخارجية، وفقًا لنافع.
أكد أن ارتفاع السياحة الداخلية بنسبة 25% ساهم في زيادة موارد النقد الأجنبي، مما خفّض الطلب على العملة الصعبة.
قرارات البنوك
وأشار نافع إلى أن قرارات البنوك، وعلى رأسها البنك الأهلي، بتسهيل تدبير الدولار للمسافرين وخفض رسوم استخدام البطاقات في الخارج، أرسلت رسائل إيجابية للسوق، مما ساعد في تقليل الطلب بغرض الاكتناز.
هل تراجع الدولار مستدام
يرى نافع أن التراجع الحالي لن يكون مستدامًا ما لم يتحقق تحسن واضح في مؤشرات التضخم، وتقليص الفجوة بين سعر الفائدة الاسمية ومعدل التضخم، وتخفيض العجز في الميزان التجاري السلعي غير البترولي، وتحقيق فائض أولي في الموازنة، ومعالجة العجز الداخلي والخارجي.
شوف كمان: قائد موتوسيكل يتعرض للضبط بسبب استعراضاته المتهورة في البحيرة
وأشار إلى أن الحد من الطلب الحكومي والخاص على الدولار عبر سياسات تصنيع وتوطين إنتاج شبيهة بخطة “صنع في الصين 2025” سيكون أساسياً في ضمان استقرار العملة المحلية على المدى الطويل.