بعد 27 عامًا من عرض فيلم هيستيريا.. ياسمين تيك توكر تحقق نبوءة الفيلم في الواقع

الشرقية – ياسمين عزت:

بعد 27 عامًا من عرض فيلم هيستيريا.. ياسمين تيك توكر تحقق نبوءة الفيلم في الواقع
بعد 27 عامًا من عرض فيلم هيستيريا.. ياسمين تيك توكر تحقق نبوءة الفيلم في الواقع

قبل حوالي 27 عامًا، قدمت السينما المصرية قصة واقعية تجسد ما يحدث اليوم، وكأن المؤلف كان يتنبأ بالمستقبل، حيث سلط الضوء على شخصية التيك توكر “ياسمين” الذي انتحل صفة أنثى على الإنترنت، مبررًا ذلك بحثًا عن دخل مادي يساعده في الحياة، وقد تجسدت هذه القصة في فيلم “هيستيريا” الذي أخرجه شريف منير، حيث كان يتنكر بملابس نسائية في الشوارع ليظهر للرجال كفريسة، ثم يسرق أموالهم ويهرب.

قبل أكثر من ربع قرن، قدم الكاتب الكبير محمد حلمي هلال فيلم “هيستيريا” (1998) والذي أثار جدلًا واسعًا وقتها، لكن اليوم يبدو وكأنه كان نبوءة لمستقبل يعيشه جيل جديد، الفارق بين الشخصيتين يكمن في الوسيلة؛ فالأول “رمزي” كان يتقمص شخصية أنثى عبر الملابس والمكياج، ويتجول في الشوارع ليلًا، بينما “ياسمين” استخدم التطور التكنولوجي من خلال ظهوره على “تيك توك” والإنترنت، مع الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وفي النهاية، يبقى الفعل والمبرر واحدين: “الحصول على المال” دون الالتفات إلى القيم أو المبادئ أو الدين.

في الفيلم، قدم الفنان شريف منير شخصية “رمزي” الذي تنكر في هيئة امرأة ليلًا بمساعدة خاله الماكيير، بعدما أوهمه بأنه يمثل دور سيدة في مسرحية، طامحًا إلى المال والمكانة، ورغم اعتراض شقيقه “زين” (أحمد زكي) ومحاولاته المتكررة لإعادته إلى الطريق الصحيح، استمر “رمزي” في تبرير سلوكه برغبة بسيطة: “عايز آكل وأشرب وأركب عربية زي باقي الناس”.

في ذلك الوقت، بدت القصة مجرد حبكة درامية، لكن مع مرور السنوات، تبين أن السينما المصرية كانت تستشرف خطرًا لم يكن حاضرًا في الأذهان، وهو خطر البحث عن الشهرة والمال السهل من خلال تزييف الهوية والتنكر، وهذا ما تجسد مؤخرًا في قصة “ياسمين”، البلوجر والتيك توكر الذي اتضح أنه شاب يُدعى عبد الرحمن من الشرقية، انتحل صفة أنثى لجذب المتابعين وتحقيق أرباح.

المفارقة أن السينما حذرت من هذا “الانزلاق الأخلاقي” قبل ظهور مواقع التواصل بسنوات طويلة، واليوم، نرى أجيالًا كاملة تبني أحلامها على تطبيق مثل “تيك توك”، مما يجعل تحذير وحيد حامد يتحول إلى واقع صارخ، حيث توجد طرق مختصرة للثراء، لكنها تأتي على حساب القيم والكرامة.