تحول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا مساء اليوم الجمعة، من التفاؤل بإمكانية “التوصل إلى اتفاق” إلى وصف الاجتماع بأنه مجرد لقاء تمهيدي، بينما حرص مسؤولو البيت الأبيض على عدم وضع خطوط حمراء وتخفيف التوقعات بتحقيق اختراق في الاجتماع الأول، حيث أوضح ترامب مرارًا أن نجاحه يعتمد على عقد اجتماع ثانٍ.

من نفس التصنيف: إزالة عقار مهدد بالسقوط من 4 طوابق في حي الخليفة مع صور توثق العملية
من المتوقع أن يضم الاجتماع الثاني الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويأمل ترامب في أن يسهم هذا الاجتماع في التوصل إلى سلام تفاوضي قد يشمل تبادل الأراضي وضمانات أمنية لأوكرانيا، حيث قال ترامب أمس الخميس: “الاجتماع الثاني سيكون مهمًا للغاية، لأنه سيكون الاجتماع الذي سيتوصلون فيه إلى اتفاق”، محذرًا من أن أي نتيجة أقل من ذلك قد تؤدي إلى “عواقب وخيمة” على روسيا.
ورغم تصريحات ترامب، لا تزال روسيا وأوكرانيا بعيدتين عن أي اتفاق، حيث حول بوتين اقتصاد بلاده إلى حالة حرب، وصعد هجماته خلال الأشهر الماضية، مطالبًا بتنازلات من أوكرانيا تشمل أراضٍ واسعة، وهو اقتراح رفضه زيلينسكي بشدة، وأكد الرئيس الأوكراني أن مبادرات بوتين تجاه ترامب ليست جادة، وأن معلومات استخبارات بلاده تُظهر أن روسيا تخطط لاستمرار الحرب حتى العام المقبل.
وضغط زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون على ترامب لزيادة الضغط الاقتصادي على موسكو من أجل فرض الدبلوماسية ووقف القتال، بينما بدا ترامب أكثر انحيازًا لأوروبا وأوكرانيا، معتمدًا على قدرته على التأثير على كلا الزعيمين وعلى الواقع الجيوسياسي المعقد.
قال ترامب: “سنرى ما سيحدث وأعتقد أن الرئيس بوتين سيحقق السلام وأعتقد أن الرئيس زيلينسكي سيحقق السلام، سنرى إن استطاعا التفاهم، وإن استطاعا، فسيكون ذلك رائعًا”، ويراقب الحلفاء الأوروبيون الوضع بقلق رغم إحراز تقدم مع ترامب، مع التأكيد على أنهم والبيت الأبيض على وفاق.
إذا استطاع بوتين إقناع ترامب بجديته بشأن السلام، فقد يتزايد الضغط على زيلينسكي للانخراط في المفاوضات، رغم اعتقاده بأن روسيا لا تزال مصممة على ضم المزيد من الأراضي، حيث قالت أولغا توكاريوك، الخبيرة في الشؤون الأوكرانية بمركز تحليل السياسات الأوروبية بحسب ما نقلته صحيفة بوليتيكو الأمريكية: “بوتين سيحاول خلق انطباع بمشاركته في المفاوضات لتجنب فرض عقوبات ثانوية قد تضر بالاقتصاد الروسي، لكنني لا أرى أي مؤشرات على استعداد روسيا فعليًا لإنهاء الحرب في أوكرانيا”.
بعد المكالمة مع ترامب يوم الأربعاء، أعرب العديد من الزعماء الأوروبيين عن ثقتهم بأن الرئيس لن يسمح لبوتين بالإفلات من العقاب، وأنه يخطط للدفع نحو وقف إطلاق النار، وهي أولوية بالنسبة لأوكرانيا وحلفاء الناتو، وأكد الزعماء الأوروبيون أن اجتماع الجمعة مع بوتين لن يتضمن أي تفاصيل حول معايير الاتفاق النهائي، بما في ذلك التنازلات الإقليمية، حيث لن يشارك الرئيس الأوكراني في القمة.
مقال له علاقة: البحث عن مفقودين تحت أنقاض منزل في بيسان المحتلة بعد انهيار المسيرة الإيرانية
قال ترامب يوم الخميس، إنه إذا رأى أن بوتين جاد بشأن السلام، يمكنه حث زيلينسكي على المشاركة في قمة ثانية في أنكوريج للتوصل إلى الاتفاق الفعلي، وأضاف في حديثه لبرنامج بريان كيلميد الإذاعي: “لا أريد استخدام كلمة تقاسم، لكنها ليست مصطلحًا سيئًا، وسيكون هناك تنازلات فيما يتعلق بالحدود والأراضي، وما إلى ذلك”.