تعرف على تفاصيل إنزال أول كابل بحري مباشر بين مصر والأردن في طابا ودوره كمحور إقليمي للاتصالات
شهد عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسامي السميرات وزير الاقتصاد الرقمي والريادة بالمملكة الأردنية، وخالد مبارك محافظ جنوب سيناء عبر تقنية الفيديو كونفرنس عملية إنزال نظام الكابل البحري عالي السعة “كورال بريدج” في مدينة طابا المصرية، ويُعتبر هذا الكابل الأول من نوعه الذي يربط بين مصر والأردن منذ أكثر من 25 عامًا، مما يُعزز الربط الرقمي المباشر عالي السرعة المدعوم بعدد كبير من شعيرات الألياف الضوئية التي تمر عبر خليج العقبة، وهذه الخطوة تمثل نقطة تحول مهمة في تطوير البنية التحتية الرقمية في منطقة الشرق الأوسط.

شوف كمان: مصر تتفاوض لشراء 40 إلى 60 شحنة غاز قبل موسم الصيف وفقًا لوكالة رويترز
يُعتبر “كورال بريدج” أول نظام كابل بحري يتم إنزاله في نقطة إنزال طابا، وهذه النقطة جزء من البنية التحتية الرقمية التي أنشأتها الشركة المصرية للاتصالات مؤخرًا في شبه جزيرة سيناء، ومن المقرر أن يتم إنزال الكابل في العقبة خلال الأيام القادمة بمركز بيانات مدينة العقبة الرقمية العالمي، حيث يضمن الكابل استمرارية الخدمات من خلال توفير مسارات بديلة واتصالات احتياطية، مما يدعم خطط الشركات الكبرى ومزودي الخدمات السحابية المستضافين في مركز البيانات للحفاظ على أعمالهم.
يوفر الكابل ربطًا سلسًا عبر القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا، وذلك اعتمادًا على الموقع الاستراتيجي للدولتين والبنية التحتية الواسعة للكابلات البحرية للشركة المصرية للاتصالات، ما يعزز استفادة الأعمال محليًا وإقليميًا ودوليًا، كما تم تصميم الكابل البحري بطول 15 كيلومترًا، ويحتوي على عدد كبير من الألياف الضوئية مما يتيح تجميع ونقل حركة البيانات الدولية ذات السعات العالية، لتلبية الطلب المتزايد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، بالإضافة إلى أن قصر طوله يعزز سرعة نقل حركة البيانات الدولية ويخفض تكاليفها.
شوف كمان: وزير المالية يؤكد ضرورة ابتكار حلول تمويلية لأفريقيا لمواجهة أزمة الديون الحالية
أكد طلعت أن الكابل البحري “كورال بريدج” يمثل إضافة هامة لمنظومة الكابلات البحرية العربية، فضلاً عن أهميته في تعزيز التعاون بين مصر والأردن في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، موضحًا أنه أول نظام كابل بحري يتم إنزاله في سيناء، وذلك في إطار الجهود الرامية لتعددية البنية التحتية الدولية عبر توفير نقاط إنزال جديدة ومسارات جديدة لعبور الكابلات البحرية بين البحر الأحمر والبحر المتوسط.
أضاف أنه يتم تنفيذ خطة للتوسع في شبكة الكابلات البحرية في شبه جزيرة سيناء لإتاحة مواقع أقرب لدول الجوار، مما يعزز الربط الإقليمي ويزيد من كفاءة وسرعة نقل حركة البيانات الدولية، وأشار طلعت إلى حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تعزيز المقومات التنافسية لمصر كمعبر رئيسي لحركة البيانات الدولية بين الشرق والغرب، موضحًا أن أكثر من 90% من حركة البيانات بين الشرق والغرب تمر عبر مصر من خلال منظومة ضخمة من الكابلات البحرية تصل إلى 15 كابلًا، ويوجد حاليًا نحو 11 نقطة إنزال.
من جانبه، أوضح سامي السميرات وزير الاقتصاد الرقمي والريادة بالمملكة الأردنية الهاشمية أن مصر والأردن تجمعهما علاقة تاريخية، حيث يأتي تنفيذ مشروع الكابل البحري “كورال بريدج” كثمرة من ثمار التعاون بين البلدين، الذي أرست دعائمه القيادة السياسية في كلا البلدين، وأضاف أن المشروع جاء ترجمة عملية لهذا التعاون من خلال تنفيذ مشروع على أرض الواقع في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لاسيما وأن تنفيذه يأتي في أعقاب اجتماعات اللجنة العليا المصرية الأردنية في دورتها الـ 33 التي عقدت مؤخرًا في العاصمة عمان بالأردن، مشيرًا إلى أن هذا الكابل يمثل منفذًا رقميًا للمملكة الأردنية الهاشمية، موضحًا أنه يتم العمل على تعظيم هذه المنافذ الرقمية، مما يجعل كل من مصر والأردن مركزًا إقليميًا وعالميًا في نقل البيانات.
تم تصميم “كورال بريدج” وفقًا لأعلى المعايير الفنية والبيئية، وتم تطويره مع وضع الاستدامة في الاعتبار، وتحقيق التوازن بين القدرة والأداء والمسؤولية البيئية، كما تم إنشاؤه تنفيذًا لاتفاقية التعاون الموقعة بين الشركة المصرية للاتصالات، الشركة الرائدة في تقديم خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر وأحد أكبر مشغلي الكابلات البحرية في المنطقة، وشركة نايتل، أحد مزودي خدمات الاتصالات في الأردن، وذراع الاتصالات لمدينة العقبة الرقمية في يناير 2024، مما يعكس أهمية مساهمة الشراكات عبر الحدود، والتي تفتح آفاقًا جديدة للنمو، وتحقق فوائد مستدامة لكافة الجهات المعنية، وتُمهّد الطريق لمشروعات البنية التحتية المستقبلية التي تخدم منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى حول العالم.