كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، عن تفاصيل مهمة بشأن ما تم تداوله حول إهمال طبي تعرض له طفل أثناء علاجه في مستشفى معهد ناصر.

مقال مقترح: إيران تطلق هجومًا جديدًا على إسرائيل باستخدام صواريخ مبتكرة لأول مرة
وأشار عبدالغفار إلى أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية قد تداولت منشورًا يزعم أن الطفل (ر. م. أ. ش)، الذي يبلغ من العمر 4 سنوات، أصيب بالتهاب سحائي نتيجة الإهمال الطبي داخل المستشفى.
وأضاف أن الوزارة تؤكد حرصها على تقديم الحقائق بدقة وشفافية، والرد على هذه الادعاءات استنادًا إلى السجلات الطبية الرسمية، التي تثبت مستوى الرعاية المتقدمة التي تلقاها الطفل رغم تعقيدات حالته الصحية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الطفل كان يعاني من إصابة خطيرة في نسيج المخ نتيجة سقوطه من الطابق الثالث، وقد أُجري له عملية جراحية لتركيب صمام مخي بريتوني في مستشفى آخر، وغادرها حينها غير قادر على المشي أو التحدث، مما يعكس خطورة حالته.
وأشار إلى أنه بعد فترة، تم إدخال الطفل إلى مستشفى آخر بسبب التهاب في الصمام، حيث تم إجراء مراجعة للقسطرة البريتونية مع الفحوصات اللازمة وإعادة تركيب الصمام.
وبين عبدالغفار أن الطفل وصل إلى معهد ناصر في 24 ديسمبر 2024 بأعراض التهاب في الصمام، وكان في حالة وعي غير كاملة (يتحرك، يفتح عينيه، ويصدر أصواتًا دون استجابة للأوامر)، وكشف الفحص الطبي عن وجود القسطرة البريتونية مكشوفة في جدار البطن، مما استلزم تدخلًا جراحيًا عاجلًا لاستخراجها وتوصيلها بنظام تجميع خارجي مغلق لمنع التلوث.
وتابع أن التحاليل أظهرت وجود عدوى فطرية شديدة في السائل النخاعي، وتم صرف 30 جرعة من عقار طبي نادر للسيطرة على العدوى، مع متابعة مكثفة حتى استقرار الحالة.
كما واجه الأطباء صعوبة في العثور على أوردة مناسبة للحقن بسبب صغر حجم الأوردة وتكرار استخدامها، مما استدعى تركيب قسطرة وريدية مركزية يتم استبدالها بشكل دوري.
وأكد أن التشخيص الطبي للطفل هو التهاب بطينات المخ وليس التهاب السحايا كما تم تداوله، مشيرًا إلى أنه يخضع لعلاج مكثف ومراقبة دقيقة من الفريق الطبي لضمان تحسن حالته.
وشددت وزارة الصحة والسكان على أن جميع الإجراءات الطبية تمت وفق أعلى المعايير العالمية، مع الحرص على سلامة الطفل وتحسين حالته رغم التحديات المعقدة، داعية إلى تحري الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات.
وأضاف البيان أن نتائج مزارع السائل النخاعي بتاريخ 4 مارس 2025 جاءت سلبية، ليخضع الطفل بعد ذلك لجراحة جديدة لتركيب صمام مخي بريتوني، قبل أن يتم نقله إلى قسم رعاية الأطفال حيث تحسنت حالته تدريجيًا، وغادر المستشفى في 11 مارس 2025.
مقال له علاقة: وزير المالية يؤكد ضرورة حلول تمويلية مبتكرة لأفريقيا لمواجهة أزمة الديون
وخلال المتابعة بالعيادات الخارجية، لاحظ الأطباء وجود تجمعات عند مواضع الجروح مع آلام بالبطن، مما استلزم إعادة حجز الطفل يوم 5 يونيو 2025، وأجرى الفريق الطبي وقتها استخراجًا للقسطرة البريتونية وأخذ عينات للتأكد من خلوها من العدوى.
ومع استمرار المتابعة، ارتفعت درجة حرارة الطفل وتبين وجود عدوى ببكتيريا E.coli في السائل النخاعي، فتم تحويله فورًا إلى غرفة عزل، مع تعديل المضادات الحيوية بناءً على نتائج المزارع لضمان فعالية العلاج.