من هم الرابحون والخاسرون في قمة ألاسكا وكيف يراها المحللون؟

تصدّرت قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عناوين وسائل الإعلام العالمية، التي سارعت لتحليل نتائجها وتحديد من خرج منها رابحًا ومن كان الخاسر الأكبر.

من هم الرابحون والخاسرون في قمة ألاسكا وكيف يراها المحللون؟
من هم الرابحون والخاسرون في قمة ألاسكا وكيف يراها المحللون؟

بوتين الفائز الأكبر

أجمعت معظم وسائل الإعلام العالمية على أن الرئيس الروسي هو الفائز الأكبر من قمة ألاسكا، إذ تمكن بوتين، المطلوب من الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، من تحطيم سنوات من المحاولات الغربية لعزله، كما استطاع خلال ساعات قليلة في ألاسكا إقناع ترامب بتأجيل فرض العقوبات على الدول المستوردة للنفط الروسي.

ولكن أكبر انتصارات بوتين في القمة، كانت تتعلق بالحرب في أوكرانيا، إذ يبدو أنه أقنع ترامب، ولو جزئيًا، بتبني رؤية روسيا حول كيفية التوصل إلى اتفاق، وبأن وقف إطلاق النار ليس هو الطريق الصحيح، وفقًا لوكالة “رويترز”.

1

وترى شبكة “سي إن إن”، أن عزلة بوتين انتهت عندما هبطت طائرته في أنكوريج، مع استقبال حافل، وتحليق للطائرات المقاتلة، وتصفيق حار من الرئيس الأمريكي نفسه، كانت رسالة ترامب واضحة: لقد عاد بوتين من عزلته، وقد أشاد التلفزيون الروسي الرسمي بتحيتهما المبتسمة ووصفها بأنها “مصافحة تاريخية”

وقال دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق والحليف الوثيق لبوتين، إن القمة حققت اختراقًا كبيرًا فيما يتعلق باستعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت المتحدثة باسم وزير الخارجية الروسي، ماريا زاخاروفا، أن “وسائل الإعلام الغربية تعيش حالة من الاضطراب تقترب من الجنون الكامل”، مضيفة “لقد تحدثوا لمدة ثلاث سنوات عن عزلة روسيا، واليوم رأوا السجادة الحمراء تُفرش للترحيب بالرئيس الروسي في الولايات المتحدة”، بحسب “رويترز”.

كما قدم الرئيس الروسي شروطه لإنهاء الحرب، والتي تضمنت انسحاب أوكرانيا بشكل كامل من منطقتي دونيتسك ولوجانسك شرقي البلاد، مطالبًا واشنطن بالاعتراف بالسيادة الروسية عليهما، وعلى ما يبدو فإن ترامب أيد تلك الشروط، بحسب صحيفة “الجارديان”.

2

ترامب لم يحصل على مُقابل

قبل ساعات من انعقاد قمة ألاسكا، أكد الرئيس الأمريكي أن الهدف من الاجتماع هو وقف إطلاق النار في أوكرانيا، قائلًا إنه لن يكون سعيدًا إذا لم يوافق الرئيس الروسي على ذلك، كما هدد ترامب بوتين بـ”عواقب وخيمة للغاية” إذا لم يوقف هجماته على أوكرانيا.

ولكن لم تُسفر اللقاء عن نتائج جدية بشأن الحرب في أوكرانيا، وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز عقب القمة، قال ترامب إنه سيؤجل فرض عقوبات جديدة على روسيا لأن “الاجتماع سار بشكل جيد للغاية”، كما أعلن أنه تخلى عن مطلبه بوقف إطلاق النار وأنه اتفق مع بوتين على التفاوض بشأن اتفاق سلام ينهي الحرب، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”.

وبناءً على ذلك، رأت وسائل إعلام غربية أن الرئيس الأمريكي “لم يحصل على أي مُقابل” رغم ما بذله من جهود للترحيب بنظيره الروسي، ومساعيه لوقف القتال في أوكرانيا، الذي وصفه بأنه أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ 80 عامًا.

3

زيلينسكي الخاسر الأبرز

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وحلفائه الأوروبيون، الخاسر الأكبر من قمة ألاسكا، إذ لم يتم دعوته للجلوس على طاولة المفاوضات بشأن تحديد مصير بلاده، فيما أخفقت القمة في التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار وسط استمرار الضربات الروسية شبه اليومية على أوكرانيا.

4

وفي الوقت الذي كان ترامب وبوتين يجلسان معًا لبحث سبل إنهاء الحرب، كانت غالبية مناطق شرق أوكرانيا تحت إنذارات غارات جوية روسية، وقال النائب الأوكراني المعارض، أوليكسي هونتشارينكو، عبر تيليجرام، إن استمرار القتال دليل على أن بوتين لم يكن مهتمًا أبدًا بالتفاوض على وقف إطلاق النار.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الرئيس الروسي يُطالِب أوكرانيا بالتخلي عن أجزاء من أراضيها، بشكل دائم، وهم منطقتي دونيتسك ولوجانسك شرقي البلاد مقابل تعهد روسي بتجميد خطوط المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريزهيا الجنوبيتين.