على ربوة عالية تُطل على النيل في زهرة الجنوب أسوان، يقف ضريح الأغاخان شامخًا بقبة فاطمية مهيبة، شاهدًا على علاقة إنسانية وتاريخية عميقة جمعت بين عائلة الأغاخان ومصر.

مقال مقترح: تحذير عاجل للإسرائيليين بضرورة التوجه إلى المناطق المحصنة فورًا من جيش الاحتلال
– بداية الحكاية
تعود القصة إلى بدايات القرن الماضي، حينما جاء السلطان محمد شاه الأغاخان الثالث إلى أسوان للاستشفاء من مرض الروماتيزم برمالها الدافئة، فوجد فيها الشفاء والسكينة، ومنذ تلك اللحظة، ارتبطت العائلة بمدينة الجنوب، وقرر الأغاخان الثالث أن يكون مثواه الأخير في مصر، فشُيِّد له ضريح على الطراز الفاطمي صممه المعماري المصري فريد شافعي.
– الجيل الرابع يلتحق بالجد
ووُري جثمان الأمير كريم أغاخان الرابع، الأحد 9 فبراير 2025، زعيم الطائفة الإسماعيلية، الثرى بجوار جده في الضريح ذاته، ليؤكد مجددًا أن العلاقة بين آل الأغاخان وأسوان لم تكن صدفة عابرة، بل إرثًا ممتدًا.
– مراسم جنائزية مهيبة
شهدت أسوان استعدادات مكثفة للجنازة الرسمية، التي بدأت من أمام مقبرة الأديب الكبير عباس العقاد وصولًا إلى ميدان الدكتور مجدي يعقوب، ثم عبرت المراكب النيلية حتى البر الغربي حيث الضريح، وحضر المراسم أفراد الأسرة وعلى رأسهم الأمير رحيم أغاخان، وكان في استقبالهم اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، وعدد من المسؤولين.
– تحفة معمارية فاطمية
الضريح، الذي صار مزارًا سياحيًا عالميًا، بُني على الطراز الفاطمي بقبة مميزة تُجسد روح العمارة الإسلامية في العصور الوسطى، ويقصده الزوار من مختلف أنحاء العالم، ليس فقط لجماله المعماري، بل لرمزيته التاريخية التي تحكي قصة التقاء الشرق بالغرب في مدينة هادئة على ضفاف النيل.
– عطاء ممتد يتجاوز الروحانية
لم يقتصر ارتباط آل الأغاخان بأسوان على الجانب الروحي فقط، بل تجسد أيضًا في مشروعات تنموية وإنسانية، فقد ساهمت مؤسسة آغاخان ومؤسسة أم حبيبة في إطلاق مبادرات عديدة لدعم الصحة والتعليم وتمكين المرأة، إلى جانب مشروعات القروض المتناهية الصغر التي ساعدت آلاف الأسر البسيطة.
– شهادة تقدير رسمية
وقال اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، إن وجود الضريح في المدينة ودفن الأمير كريم أغاخان بها “رمز وفاء وحب متبادل”، مؤكدًا أن ما قدمته مؤسسات الأغاخان على مدى عقود سيظل شاهدًا على عطاء ممتد.
– رمز الوفاء والارتباط الأبدي بمصر
وهكذا، يبقى ضريح الأغاخان بأسوان أكثر من مجرد مزار معماري فريد؛ فهو شاهد على حكاية عشق أبدي ربطت بين آل الأغاخان وزهرة الجنوب.
ممكن يعجبك: إجراءات جديدة من تنظيم الاتصالات لتحسين جودة الخدمة بشكل ملحوظ
وفي كل مرة يطل فيها الزائر من ربوة الضريح على صفحة النيل الخالد، يتجدد المعنى الحقيقي للوفاء والارتباط الروحي بمصر، التي احتضنت جسدًا ورمزًا سيظل حاضرًا في وجدان التاريخ والإنسانية.