في ظل استمرار حكومة الاحتلال في التهرب من التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى، شهدت إسرائيل اليوم الأحد خروج عشرات الآلاف في مظاهرات حاشدة تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى من غزة.

اقرأ كمان: كتائب القسام تكشف عن رسالة الحوثيين وما تحتويه من تفاصيل مثيرة
أغلق المتظاهرون خلال الاحتجاجات العديد من الطرق الرئيسية في تل أبيب، مما أدى إلى حدوث اشتباكات مع شرطة الاحتلال، واعتقال نحو 38 شخصًا، حيث أضرموا النيران أمام مقر حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
أفادت الشرطة في بيان لها بأنها تعاملت مع الاحتجاجات التي تحولت في بعض الأحيان إلى أعمال عنف، حيث اعتدى بعض المتظاهرين على رجال الشرطة جسديًا ولفظيًا، مستخدمين عبارات مثل “إرهابيون يرتدون زيًا عسكريا”.
أدى الإضراب الذي دعت إليه عائلات الأسرى إلى انخفاض إنفاق الإسرائيليين بنسبة 5.5% مقارنة بالأسبوع الماضي، وفقًا لشركة “شيبا” المسؤولة عن إدارة نظام الدفع ببطاقات الائتمان.
مقال له علاقة: فيديو مؤثر لجنازة رئيس مدينة طهطا في سوهاج بعد تقاعده مباشرة
بعد ساعات من بدء الإضراب العام، دوّت صفارات الإنذار في عدة مدن إسرائيلية نتيجة رصد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن، مما أدى إلى تعليق التظاهرات التي استؤنفت فور اعتراضه.
حضر الاحتجاجات أيضًا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت وزعيم المعارضة يائير لابيد، بالإضافة إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في ساحة الأسرى بتل أبيب.
أكد جالانت على أهمية تحقيق الهدفين المتبقيين من الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب أولًا إعادة الأسرى ثم “سحق” حركة حماس، محذرًا من أن “أي تصرف مختلف من حكومة الاحتلال الإسرائيلي سيؤدي إلى عدم عودة أي من الأسرى”.
بدوره، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أن الحكومة لن تنسى الأسرى، وستبذل قصارى جهدها لإعادتهم، كما وجه رسالة إلى دول العالم طالبًا منها التدخل والضغط على حماس للإفراج عن الأسرى، قائلًا: “كفاكم نفاقًا واستسلامًا لحماس.. عندما تريدون الضغط فأنتم تعرفون كيف تفعلون ذلك”
رغم مشاركته في التظاهرات، انتقد رئيس الاتحاد النقابي للعمال في إسرائيل “الهستدروت” أرنون بار دافيد الإضراب، مشيرًا إلى أنه “يسيّس النضال من أجل إعادة الأسرى”، ومع ذلك طالب نتنياهو بعقد صفقة فورًا، قائلًا: “يا نتنياهو.. اعقد صفقة وأنهِ هذا الفصل، دعونا ننهي هذه الحرب”
انتقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التظاهرات، معتبرًا أن الدعوة لإنهاء الحرب تعزز موقف حركة حماس، متهما المتظاهرين بأنهم “يضمنون تكرار أحداث السابع من أكتوبر 2023 (طوفان الأقصى)”، وهو ما سيضطره إلى خوض حرب بلا نهاية، وفق تعبيره.
من جهته، هاجم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير المتظاهرين وعائلات الأسرى، مؤكدًا أن الإضراب الذي نفذوه اليوم فشل ويضعف الدولة.
كما اعتبر وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن الإضراب حملة شريرة وضارة “تُلعب بأيدي حماس” ومحاولة لإجبار الحكومة على الاستسلام لأعدائها، وفق منشور له على حسابه في منصة “إكس”.
ردت عائلات الأسرى على انتقادات نتنياهو، مطالبة إياه بإعادة ذويهم بدلاً من “تضليل الرأي العام ونشر الشائعات وتشويه سمعة عائلات الأسرى”، مؤكدة أن إنهاء الحرب هو القرار الوحيد الذي يطالب به الشعب.
في سياق متصل، هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد نتنياهو ووزراءه بعد انتقادهم المتظاهرين، قائلًا: “الرسائل الحقيرة للوزراء تتهم المتظاهرين بمساعدة حماس، لم يُقوِّ أحد حماس أكثر منكم”
أعلن منتدى عائلات الأسرى عزمه إقامة مخيم في أقرب نقطة من حدود غزة صباح الاثنين، للاستقرار فيه ومواصلة نضالهم حتى عودة الأسرى من القطاع، وفق القناة 12 العبرية.
بالرغم من رفض الحكومة، لا يزال الحديث عن صفقة جزئية مطروحًا.
أفادت القناة 12 العبرية بأن مسؤولًا إسرائيليًا أبلغ عائلات الأسرى اليوم الأحد أنه على الرغم من تصريحات الحكومة، لا يزال التوصل إلى صفقة جزئية لتبادل الأسرى مع حماس مطروحًا على الطاولة.
أكد المسؤول أن هناك إمكانية للتوصل إلى صفقة جزئية رغم الفجوات الكبيرة بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، موضحًا أنه إذا وافقت حماس على الصفقة وفق الشروط الإسرائيلية، فقد توافق تل أبيب على عقدها.
ذكرت هيئة البث العبرية أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بضرورة إعادة حماس للتفاوض، وإلا فإن أول مراحل احتلال غزة ستبدأ قريبًا.
أكدت البث العبرية أن مثل هذه التهديدات لا تقرب حماس من المفاوضات، وأوضحت مصادر إسرائيلية أن الصفقة الجزئية لم تُسقط من جدول الأعمال.