سوهاج- عمار عبدالواحد:
مقال له علاقة: احتجاجات في بلجراد تطالب بتغيير جذري في صربيا
في محافظة سوهاج، قامت أم بأخذ طفلها إلى مرسى العبارة النهرية في جزيرة الخزندارية التابعة لمركز طهطا، حيث أرادت أن يستمتع الصغير بجمال نهر النيل، كان “كريم”، الذي يبلغ من العمر عشر سنوات، مصدر سعادة لأمه، وعلى ضفاف النيل، تبادلا الابتسامات والحديث، لكن تلك اللحظات الجميلة مرت بسرعة، دون أن تدرك الأم أنها كانت آخر دقائق لها مع طفلها.
كانت عينا الأم تراقبان ابنها وهو يلعب ببراءة على حافة الماء، وعندما حاول لمس سطح النهر بيده الصغيرة، فقدت قدمه توازنه في لحظة خاطفة، وصرخت الأم صرخة رعب مكتومة، لكن النيل كان أسرع.
مقال له علاقة: خناقة بخرطوم تنهي قصة 10 سنوات من النقاشات بين “العمرانية” وزوجته بـ 120 جنيها فقط
ابتلع النهر جسد “كريم” النحيل في غمضة عين، وتحول المشهد من فرح إلى كابوس، وركضت الأم تصرخ باسم طفلها، محاولة يائسة للإمساك بأي شيء، لكن النهر كان أقوى منها.
صرختها كانت تملأ المكان، وتوقفت الكلمات في حلقها، وقفت عاجزة مشلولة، تشاهد النهر يبتلع طفلها ويأخذه بعيدًا عن ناظريها، تاركًا خلفه صدمة لم تستوعبها بعد.
تجمع الناس حولها، وتحول مشهد النزهة إلى حشد من الوجوه القلقة، وصل رجال الإنقاذ النهري وبدأوا عملية البحث، بينما جلست الأم على الأرض، عيناها مثبتتان على سطح الماء، دموعها جفت لكن روحها كانت تبكي، كل ما كانت تريده هو رؤية طفلها مرة أخرى.
من جانبه، تلقى مأمور مركز شرطة طهطا إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بغرق طفل بجوار مرسى العبارة النهرية في جزيرة الخزندارية غرب دائرة المركز.
وكشفت التحريات الأولية أن الطفل “كريم” البالغ من العمر عشر سنوات، كان يقيم في قرية العتامنة التابعة لمركز شرطة طما، غرق أثناء التنزه مع أمه التي أصيبت بحالة من الرعب والصدمة، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.