في ظل الأداء القياسي الذي حققته البورصة مؤخرًا، يشير خبراء سوق المال الذين تحدثوا إلى “نبأ العرب” إلى أن بعض القطاعات مثل الأسمنت والأدوية حققت نموًا ملحوظًا، حيث ساهمت النتائج القوية للأعمال في ارتفاع بعض الأسهم.

مواضيع مشابهة: أسعار الذهب في البورصة المصرية بتاريخ 23 يوليو 2025: كل ما تحتاج معرفته
المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية تمكن خلال الأسبوع الأول من أغسطس من تحطيم أرقام قياسية، حيث تجاوز قمته التاريخية التي حققها في مارس 2024 عند مستوى 34500 نقطة، ليصل إلى 36218 نقطة، وهو أعلى مستوى حققه حتى الآن، ليعود بعد ذلك إلى ما دون 36 ألف نقطة.
وقال سعيد الفقي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، إن قطاع الأسمنت شهد طفرات ملحوظة، نتيجة ارتفاع الطلب بسبب إعادة إعمار غزة وزيادة معدلات التصدير، بالإضافة إلى وجود صفقات استحواذ بارزة على بعض الشركات مثل أسمنت سيناء، مما ساهم في زيادة تداولات القطاع وجذب المستثمرين نحو أسهمه.
وأشار الفقي إلى أن قطاع الأدوية سجل أداءً استثنائيًا، حيث قاد سهم شركة ممفيس للأدوية والصناعات الكيماوية، الذي ارتفع من حوالي 33.12 جنيه إلى نحو 135 جنيهًا خلال 52 أسبوعًا، محققًا قفزة تجاوزت أربعة أضعاف قيمته، ويرجع ذلك إلى النتائج المالية القوية للشركة.
أظهرت المؤشرات المالية لشركة ممفيس للأدوية والصناعات الكيماوية، خلال العام المالي الماضي، ارتفاع أرباح الشركة بنسبة 164% على أساس سنوي، لتصل إلى 504.92 مليون جنيه، مقارنة بأرباح بلغت 191.45 مليون جنيه في العام المالي السابق.
وتابع الفقي، أن تلك الأرباح أدت إلى أن نصيب السهم يقارب 23 جنيهًا، وهذه النتائج انعكست بشكل إيجابي على تداولات السهم، مما جعله من أبرز الأسهم في السوق من حيث النمو والقيمة.
وأكد أن المؤسسات وصناديق الاستثمار الكبرى هي الأكثر وعيًا بهذه التحركات، لأنها تعتمد على قراءة دقيقة للميزانيات ونتائج الأعمال، بعكس المستثمرين الأفراد الذين يركزون غالبًا على الأسهم النشطة دون التعمق في الأساسيات.
وأضاف أن قطاع الحديد والصلب شهد نشاطًا نسبيًا، لكنه لم يحقق نفس الطفرات التي سجلتها قطاعات الأدوية والأسمنت، حيث ارتفع سهم شركة عتاقة، الذي أصبح متصدر القطاع بعد تخارج شركة حديد عز، من 7 جنيهات إلى نحو 12 جنيهًا، وهو ما يبقى أقل بكثير من القفزات التي حققتها شركات في قطاعات أخرى.
وقال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة النعيم للاستثمارات المالية، إن البورصة المصرية شهدت منذ بداية العام الحالي تبادل أدوار بين القطاعات، حيث لم يسيطر قطاع واحد على الأداء، بل ظهرت فترات تألق متباينة.
وأضاف أن قطاع الأسمنت استحوذ مؤخرًا على الأنظار، بينما سبقته في مراحل أخرى قطاعات مثل الموارد الأساسية.
وأوضح أن السوق لا يسير دائمًا في اتجاه صعودي ثابت لقطاع بعينه، بل تشهد التحركات تغيرات متكررة مرتبطة بعوامل داخلية وخارجية.
وحول الأسهم التي تصدرت المشهد خلال العام، أشار النمر إلى أن بعض الأسهم استطاعت تحقيق مستويات قياسية جديدة، مثل سهم شركة الدولية للمحاصيل الزراعية، وسهم شركة سبأ الدولية للأدوية والصناعات الكيماوية، وسهم شركة العامة لاستصلاح الأراضي والتنمية والتعمير، وسهم شركة مصر للزيوت والصابون، وسهم شركة أسمنت بني سويف، وسهم شركة أسمنت قنا.
وأكد أن صعود هذه الأسهم جاء نتيجة مزيج من العوامل، منها تحسن نتائج الأعمال لبعض الشركات، وزيادة المبيعات خاصة في قطاع الأسمنت، بالإضافة إلى عمليات مضاربة ساهمت في رفع أسعار بعض الأسهم.
من نفس التصنيف: وزير المالية يكشف تفاصيل زيادة الضرائب في الموازنة الجديدة ويضع حدًا للجدل
وأوضح النمر أن المضاربة في بعض الحالات لا تعكس فقط الأداء الفعلي للشركات، بل قد تكون مبنية على توقعات المستثمرين بتحقيق نتائج أعمال أفضل مستقبلًا، مما يدفعهم للدخول مبكرًا في هذه الأسهم، وهو ما يجمع بين الاستثمار متوسط الأجل والمضاربة قصيرة الأجل.
اقرأ أيضًا :