وكالات.

اقرأ كمان: نتنياهو يحذر العالم من تجاهل الصور المروعة لأسرانا ويطالب بالتحرك الفوري
حذر علماء من خطر انهيار الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بأكثر من ثلاثة أمتار، وهو تغيير يصعب السيطرة عليه، حيث يمتد هذا الغطاء على مساحة تقارب 760000 ميل مربع، ويعتبر من أكبر الكتل الجليدية على كوكب الأرض، لكنه يتعرض للتدهور المستمر نتيجة ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
أظهرت دراسة جديدة من الجامعة الوطنية الأسترالية، أن انهيار هذا الغطاء قد يؤدي إلى غرق مدن ساحلية بأكملها، مما يهدد الأجيال القادمة بعواقب وخيمة، حيث يمكن أن تختفي مدن بريطانية مثل هال، سكيجنيس، ميدلزبره، ونيوبورت تحت الماء، بينما ستغمر مساحات شاسعة في هولندا، ومدن مثل البندقية، مونبلييه، وجدانسك في أوروبا.
شوف كمان: رئيس الغرف السياحية يطلق خططًا شاملة للنهوض بقطاع السياحة وتحقيق الانتعاش الاقتصادي
وأوضحت الدكتورة نيريلي أبرام، قائدة الدراسة، أن التغيرات السريعة تحدث بالفعل في جليد أنتاركتيكا ومحيطاتها، وأن هذه التغيرات تزداد سوءاً مع كل درجة إضافية من الاحترار العالمي، حيث أن فقدان الجليد البحري يجعل الرفوف الجليدية العائمة أكثر هشاشة أمام الأمواج، مما يؤدي إلى زيادة امتصاص الحرارة الشمسية ويزيد من تفاقم الاحترار في المنطقة.
من جانبه، حذر البروفيسور ماثيو إنجلاند، أحد الباحثين، من أن اختفاء الجليد البحري يهدد بقاء طيور البطريق الإمبراطورية، التي تعتمد صغارها على الجليد كموطن مستقر قبل اكتمال نمو ريشها المقاوم للماء، حيث شهدت بعض مستعمرات البطاريق في السنوات الأخيرة فشلاً متكرراً في التكاثر، مما يعكس حجم الأزمة الراهنة.
كما أظهرت محاكاة من “كلايميت سنترال” لأبحاث التغيرات المناخية، أن ارتفاع مستوى البحر بهذا الحجم سيغمر الساحل الشرقي لإنجلترا بالكامل، بما في ذلك مدن داخلية مثل بيتربورو ولينكولن، وستتضرر أجزاء واسعة من لندن على ضفاف نهر التايمز، بينما على الساحل الغربي، ستغرق مناطق في ويستون سوبر ماري، نيوبورت، كارديف، ساوثبورت، وبلاكبول، كما قد يختفي الساحل من كاليه إلى جنوب الدنمارك، فيما ستتأثر مدن جنوب الولايات المتحدة بشدة.
ويؤكد الباحثون أن الحل الوحيد لتجنب هذه الكارثة هو تقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بسرعة، للحد من الاحترار العالمي إلى ما يقارب 1.5 درجة مئوية، ويدعون الحكومات، الشركات، والمجتمعات إلى وضع خطط طويلة الأمد تأخذ هذه التغيرات بعين الاعتبار، لمواجهة تداعيات تغير المناخ.