أوضح محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات المصرية، أن الكتان يُعتبر محصولًا استراتيجيًا له استخدامات متعددة، حيث يُستخدم في صناعات الغزل والنسيج، وزيوت الطعام، وأعلاف الدواجن والمواشي، مما يجعله من المحاصيل الرئيسية التي تعزز القيمة المضافة للاقتصاد القومي.

شوف كمان: اليابان تفقد لقب أكبر دائن عالمي بعد 34 عامًا لصالح ألمانيا لأول مرة
في اجتماع مشترك عُقد أمس، أعلن كامل الوزير وزير الصناعة والنقل وعلاء فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية عن بدء دراسة شاملة لتوطين صناعة الكتان وتطوير سلاسل إنتاجه، بما يضمن الاستفادة من جميع مكوناته وتحقيق أقصى قيمة اقتصادية.
وأشار المرشدي، خلال حديثه مع “نبأ العرب”، إلى أن استغلال هذه الفرصة يتطلب تنسيقًا حكوميًا على أعلى مستوى، مقترحًا عقد اجتماع يضم وزراء الصناعة والري والزراعة لوضع خريطة متكاملة لزراعة وإنتاج الكتان، حتى لا نفاجأ بتقليص وزارة الري للمقننات المائية، حيث يعتمد هذا المحصول بالأساس على المياه، وله استخدامات متعددة سواء في الصناعات النسيجية أو الغذائية من خلال زيت وبذور الكتان التي تُستخدم أيضًا في أعلاف الدواجن والمواشي.
وأكد أن تجربة شركة “الكتان والزيوت” في طنطا تُعتبر خير دليل على قدرة هذا المحصول على دعم الصناعة، حيث كانت تعتمد لسنوات على إنتاج الفلاحين في المنطقة، ولكنه أشار إلى أن تراجع زراعة الكتان في السنوات الأخيرة ارتبط بعدم الاهتمام الكافي من وزارة الري وقلة المياه المخصصة له.
مقال له علاقة: ملك بريطانيا يواجه تهديدات ترامب خلال حديثه في البرلمان الكندي
مكانة بالأسواق الدولية
وتابع المرشدي بأن الحديث عن توطين صناعة الملابس بشكل مباشر غير دقيق، فالملابس الجاهزة تمثل المرحلة النهائية ولا تضيف قيمة اقتصادية كبيرة، بينما القيمة الحقيقية تكمن في الصناعات الأساسية مثل الغزل، وإنتاج الأقمشة، والصباغة، والطباعة، والتجهيز.
موضحًا أن هذه الصناعات توفر مدخلات إنتاج محلية لمصانع الملابس، مما يُحد من الاعتماد على الاستيراد، كما يعزز تنافسية الصناعة المصرية في التصدير.
وأضاف المرشدي أن منتجات الكتان تتمتع بخصوصية عالية في الأسواق العالمية، فهي ليست سلعة شعبية، بل لها مستهلك ذو ذوق خاص يقدّر قيمتها، مما يمنح مصر فرصة قوية في هذا المجال.
وأشار رئيس غرفة الصناعات النسيجية إلى أن تركيا والصين تتجهان بالفعل للاستثمار في مصر للاستفادة من الاتفاقيات التجارية التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والتي تسمح بدخول المنتجات المصرية إلى الأسواق الأوروبية برسوم جمركية صفرية، و10% رسوم جمركية إلى الولايات المتحدة، وهو ما لم تستطع تركيا أو الصين تحقيقه بشكل مباشر، مما يدفعهم لنقل صناعاتهم إلى مصر لتحقيق ميزة تنافسية تصل إلى إلغاء رسوم كانت تبلغ نحو 36%.
الزراعة نقطة الإنطلاق
وأكد المرشدي أن البداية الحقيقية لتوطين صناعة الغزل والنسيج يجب أن تنطلق من الزراعة، من خلال التوسع في زراعة الكتان، وزراعة الأقطان القصيرة والمتوسطة التيلة التي تحتاجها الصناعة فعليًا.
أما القطن طويل التيلة، فعلى الرغم من شهرته التاريخية، فإن الطلب العالمي عليه لا يتجاوز 2% من حجم الخامات المستخدمة في صناعة الغزل والنسيج، وفقًا لتقرير الاتحاد الدولي للغزل والنسيج، بينما تمثل الألياف الصناعية اليوم نحو 55% من حجم الخامات عالميًا.
وشدد المرشدي على ضرورة أن تزرع مصر ما تستطيع تصنيعه وتصديره، بحيث يُوجه القطن طويل التيلة للاستخدام المحلي والتصدير المحدود، مع التركيز الأكبر على الأقطان القصيرة والمتوسطة والكتان، لضمان تلبية احتياجات الصناعة وتعظيم القيمة المضافة محليًا.