القاهرة- نبأ العرب.

ممكن يعجبك: مصرع 4 وإصابة 24 في انهيار جسر فوق قطار ركاب في روسيا
أفاد مسؤول أمريكي سابق بأن إدارة الرئيس جو بايدن كانت ترغب في العديد من المرات في الإعلان عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يعرقل جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، لكنها تراجعت عن ذلك عندما اكتشفت أن هذه الخطوة قد تدفع حركة حماس إلى التشدد في مواقفها التفاوضية.
وأوضح ماثيو ميلر، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، خلال مقابلة مع برنامج “المصدر” على القناة 13 الإسرائيلية، أن الإدارة كانت تأمل في توضيح موقفها أمام العالم، ولكن بعد مناقشات داخلية، قررت أن هذا لن يحقق شيئًا، حيث لوحظ أن القيادي السابق في حماس يحيى السنوار كان يتراجع عن المفاوضات عندما يشعر بوجود انقسام بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
مقال له علاقة: ديفيد ليشع.. قصة لاعب شاب يحقق شهرة واسعة بسبب اسمه المميز – صور مذهلة
وأضاف ميلر أن الإدارة كانت تأمل في توجيه رسالة حازمة للحكومة الإسرائيلية خلف الأبواب المغلقة، ولكن في النهاية، لم ترغب في فعل أي شيء قد يجعل الوصول إلى اتفاق أصعب.
نتنياهو وعرقلة المفاوضات
تلقى نتنياهو انتقادات متكررة من قبل منتقديه سواء في الداخل أو الخارج بأنه يماطل في مفاوضات الأسرى منذ بداية الحرب، بينما دافع عن موقفه بالقول إن المسؤولية تقع على حماس التي رفضت العروض المقدمة.
كشفت تصريحات ميلر أن واشنطن كانت قريبة في عدة مناسبات من توجيه انتقاد علني لنتنياهو بسبب ما اعتبرته إفشالًا متكررًا لمسارات التفاوض.
أمثلة من الميدان
في أبريل 2024، بينما كانت الولايات المتحدة تضغط لتمرير صفقة تتضمن وقف إطلاق نار لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق الأسرى، أعلن نتنياهو علنًا أن إسرائيل ستقتحم مدينة رفح “سواء كان هناك وقف إطلاق نار أم لا”، مما صعّب مهمة الوسطاء وأفقد حماس الدافع للتجاوب.
وفي يوليو 2024، بعد أن قدمت حماس ردًا قريبًا من موقف إسرائيل، عادت الحكومة لتصر على إبقاء قواتها في ممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وهو شرط لم يكن مطروحًا سابقًا، مما عطل الاتفاق الذي كان على وشك التوقيع.
“فرص ضائعة”
اعتبر ميلر أن تلك الشروط الإضافية والعرقلة السياسية أفشلت فرصًا كانت كفيلة بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى، وأشار إلى حادثة مأساوية في سبتمبر 2024 عندما قُتل ستة أسرى بينهم الأمريكي-الإسرائيلي هيرش جولدبرج بولين بعد اقتراب القوات الإسرائيلية من موقع احتجازهم، متأثرًا قال: “كان يومًا فظيعًا… كنا نعتقد أننا نستطيع التوصل لاتفاق في وقت أبكر كان سينقذ حياتهم، لكننا لم ننجح”
إدارة ترامب والمراحل المتعثرة
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حاول مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف دفع المفاوضات قدمًا، لكن نتنياهو استأنف القتال في مارس 2025، متجنبًا الانتقال من الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وفقًا لميلر، فإن إدارة ترامب لم تضغط على إسرائيل لاحترام بنود الاتفاق السابق، بل سمحت لها بالعودة إلى الحرب.
رؤية “حرب بلا نهاية”
اختتم ميلر بالقول إن بلينكن حذر في بداية الحرب قادة إسرائيل من أن غياب خطة لليوم التالي سيعني انخراط إسرائيل في “تمرد دائم في غزة”، مع استمرار عدم الاستقرار في الضفة الغربية، وضياع فرص التطبيع الإقليمي، لكن نتنياهو، بحسب ميلر، رد قائلاً: “أنتم على حق. سنقاتل هذه الحرب لعقود مقبلة. هكذا كانت دائمًا، وهكذا ستبقى”