شهدت مدينة الإسكندرية مأساة جديدة، حيث ابتلع شاطئ أبو تلات 7 طلاب من أكاديمية الضيافة الجوية وعلوم الطيران في حادث غرق مروع حول رحلة تدريبية إلى جنازة جماعية، بينما نجا العشرات من زملائهم الذين عاشوا لحظات رعب لن تُنسى.

شوف كمان: قوات كييف تقتل أي شخص يحاول الاستسلام للقوات الروسية
– بداية القصة.. رحلة لم تكتمل.
في صباح اليوم المشؤوم، تجمع نحو 147 طالبًا وطالبة من الأكاديمية على شاطئ أبو تلات بمنطقة العجمي غرب الإسكندرية لممارسة بعض الأنشطة الرياضية والترفيهية ضمن برنامج تدريبي، لكن الطقس كان غير مستقر، حيث تعرض الساحل لرياح شمالية غربية عنيفة، وتم رفع الراية الحمراء على الشاطئ كإشارة إلى منع السباحة بسبب خطورة الأمواج والتيارات.
على الرغم من ذلك، قررت فتاتان النزول إلى المياه، دقائق معدودة كانت كافية لتحويل المشهد إلى كارثة، حيث بدأت الفتاتان في الاستغاثة، واندفعت مجموعة من زميلاتهن لمحاولة الإنقاذ، ولحق بهم بعض الشباب لدعمهن، لكن البحر كان أسرع وأقوى، فابتلع 7 طلاب دفعة واحدة: 4 شباب و3 فتيات، بينما تم إنقاذ عشرات آخرين بعد محاولات مضنية من فرق الإنقاذ.
– حصيلة الضحايا والناجين.
أعلنت الأجهزة التنفيذية تسليم جميع جثامين الضحايا إلى ذويهم بعد انتهاء إجراءات النيابة العامة، وفي الوقت نفسه، خضع 28 مصابًا للعلاج بمستشفيات العامرية والعجمي، حيث تعافوا تدريجيًا وأُتيح لمعظمهم الخروج بعد استقرار حالتهم.
أما باقي الطلاب، فظلوا تحت الملاحظة الطبية والنفسية وسط دعم مكثف من الهلال الأحمر المصري الذي أوفد فريقًا متخصصًا لتقديم جلسات الدعم النفسي.
– زيارة المحافظ وتطمينات رسمية.
اقرأ كمان: رئيس صرف الإسكندرية يشارك في التدريب العملي لطلاب المدرسة الفنية مع صور مميزة
قام الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، بزيارة المصابين في مستشفى العامرية، ورافقه عدد من القيادات التنفيذية، حيث أكد خلال الزيارة أن جميع الناجيات تلقين الرعاية اللازمة وتماثلن للشفاء، مشددًا على أن ما حدث كان نتيجة مخالفة صريحة لقواعد الأمان، حيث تم تجاهل الراية الحمراء التي تحذر من خطورة البحر.
قال المحافظ: “التعليمات كانت واضحة.. البحر كان مرفوع عليه راية حمراء، ورغم ذلك نزل بعض الطلاب إلى المياه، فحدث ما لم يكن في الحسبان.”
– مشاهد الحزن والتضامن.
في المقابل، أعلنت أكاديمية الضيافة الجوية إغلاق جميع فروعها لمدة عشرة أيام حدادًا على أرواح الضحايا، وأصدرت بيانًا نعت فيه طلابها مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات أكثر صرامة في المستقبل لحماية طلابها في الأنشطة الخارجية.
على الجانب الآخر، تعالت أصوات الأهالي مطالبة بضرورة تكثيف الرقابة على الشواطئ الخطرة مثل أبو تلات، وتوفير منظومة إنقاذ متكاملة تمنع تكرار هذه الحوادث المؤلمة.
– البحر الغادر.. والدرس القاسي.
حادث “أبو تلات” ليس الأول من نوعه في الإسكندرية، فالشواطئ الغربية، الممتدة من الهانوفيل حتى النخيل، تشتهر بالتيارات الساحبة والدوامات القاتلة، ومع كل موسم صيف، تتكرر مشاهد الفقد رغم التحذيرات المتكررة والرايات التحذيرية.
القصة هذه المرة مؤلمة أكثر، لأنها لم تُسفر فقط عن ضحايا، بل خطفت طلابًا في عمر الزهور، جاؤوا للتدريب على صناعة المستقبل، فعادوا إلى أسرهم في نعوش بيضاء.