الشرقية – ياسمين عزت:

مواضيع مشابهة: أسعار السمك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم مع انخفاض سعر البلطي
منذ أكثر من 60 عامًا، بدأ الجد محمد مصطفى العزوني في شوارع أبو كبير بمحافظة الشرقية ببيع فطيرة السكر، لتستمر المسيرة بعده من خلال الابن والحفيد، حيث تحولت الفطيرة من مجرد لقمة عيش بسيطة إلى مصدر رزق يكفي عائلة كاملة.
أحمد العزوني، شاب من أبناء مدينة أبو كبير، تخرج في كلية التجارة بجامعة الزقازيق بتقدير جيد، ورغم أن أمامه فرص واسعة للعمل في مجاله، إلا أنه اختار السير على خطى جده ووالده، مؤكدًا أنه وجد في هذه المهنة شغفًا يستحق المتابعة.
مقال مقترح: البرلمان يوافق على قانون الإيجار القديم ورسوم العمرة 2026 في 8 ساعات فقط!
يقول أحمد: “والدي ناصر العزوني، الذي يبلغ من العمر 67 عامًا، كان موظفًا بالمعاش وعمل في مجلس المدينة، ورث المهنة عن جدي الذي لم يعرف غيرها، حيث كان يبدأ يومه مبكرًا ليعمل قليلاً قبل الذهاب إلى عمله، وبعد عودته كان يتناول الغداء ويبدأ في إعداد الفطير، وقد كنت أرافقه كطفل، وتعلمت منه الكثير من خلال حبي لهذه المهنة”
أحمد، الذي يبلغ من العمر 29 عامًا، يرتبط بهذه المهنة منذ صغره، حيث يقول: “كنت ألعب مع والدي أثناء بيعه للفطير، ومع مرور الوقت أصبحت أحبها، وبدأت العمل فيها بجد وأنا في السابعة عشر من عمري، ورغم تخرجي من كلية التجارة، إلا أن والدي سلم لي المسؤولية، وقال لي هذه وسيلة رزقنا، ومنذ ذلك الحين وأنا مستمر في العمل بها”
الفطير عند أحمد له وصفة خاصة تتكون من سمسم مطحون وزبدة وعجينة من الدقيق والمياه والملح والزيت، لكنه أدخل نظامًا مختلفًا في طريقة البيع، حيث يجهز الفطير من الظهر ويتركه جاهزًا، ثم ينزل لبيعه في المساء حتى الساعة الواحدة ليلاً، مؤكدًا: “الحمد لله، الفطير مطلوب طوال السنة، لكن في الشتاء الإقبال يكون أكبر لأنها تدفئ الناس وسعرها مناسب للجميع”
هكذا أصبحت فطيرة السكر رمزًا مميزًا في شوارع أبو كبير، تحمل معها حكايات ثلاثة أجيال كافحوا بنفس الحرفة، وفتحوا بيوتهم بفضل لقمة بسيطة لا تزال تجمع الناس حول طعمها الشهي ورائحتها الدافئة.