القاهرة ()- أصبح هجوم سوق عيد الميلاد في ماجديبورج في 20 ديسمبر، والذي خلف خمسة قتلى و235 جريحًا، نقطة اشتعال للخطاب السياسي في ألمانيا، حيث وصفت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا الإرهابي بأنه جهادي مُتخفٍّ.
وفقا لتقرير ، كان من بين الضحايا أندريه جليسنر البالغ من العمر تسع سنوات، والذي هزت وفاته ألمانيا بشدة. قاد الجاني، طالب العبد المحسن، وهو طبيب نفسي سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا، سيارة رياضية متعددة الاستخدامات مستأجرة إلى الحشد قبل أن يتم القبض عليه بالقرب من مكان الحادث.
في تجمع حاشد بالقرب من موقع الهجوم، ادعت أليس فايدل، الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، أن عبد المحسن كان “جهاديًا سريًا وإسلاميًا متخفيًا”، على الرغم من تاريخه في الآراء المناهضة للإسلام.
استشهدت فايدل بمفهوم التقية الإسلامي، مشيرة إلى أن المهاجم أخفى نواياه الحقيقية.
قالت فايدل للحشد: “كانت هذه جريمة مدفوعة بالكراهية ضد كل ما ندافع عنه كألمان ومسيحيين”، ووصفت المأساة بأنها هجوم على الهوية والقيم الألمانية. وقد قوبلت تصريحاتها بهتافات “الترحيل” و”من لا يحب ألمانيا، يجب أن يغادر ألمانيا”.
اقرأ أيضًا:
لا تزال الشرطة الألمانية والمدعون العامون يجمعون دوافع عبد المحسن. وتشير النتائج الأولية إلى أنه كان يضمر مظالم بشأن معاملة ألمانيا لطالبي اللجوء المعارضين السعوديين، والغضب تجاه سياسات الهجرة، ودعم الروايات اليمينية المتطرفة حول “أسلمة” أوروبا.
وبينما كشفت مجلة شبيجل أن عبد المحسن ترك وصية في السيارة المستأجرة، لم تحتوي الوثيقة على أي بيانات سياسية. وبدلاً من ذلك، سلطت الضوء على توقعه للموت أثناء الهجوم وسمت الصليب الأحمر الألماني كمستفيد من تركته.
لقد أدى الحادث إلى تكثيف النقاش حول سياسات الأمن والهجرة، وهي قضايا محورية في الفترة التي تسبق الانتخابات المبكرة في ألمانيا في 23 فبراير 2025. وقد اغتنمت الأحزاب اليمينية المتطرفة، بما في ذلك حزب البديل من أجل ألمانيا، الفرصة لتضخيم خطابها المناهض للهجرة.
وأكدت فايدل على الحاجة إلى فرض ضوابط حدودية أكثر صرامة، قائلة: “يجب على ألمانيا أن توفر الأمان لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد ولكن يجب أن تبعد أولئك الذين يستغلون ضيافتنا ويحتقرون قيمنا”.
لم يشعل هجوم سوق الكريسماس مناقشات حول الأمن الداخلي فحسب، بل كشف أيضًا عن المشهد السياسي المستقطب في ألمانيا. ومع استمرار التحقيقات، تواجه الأمة أسئلة حاسمة حول موازنة الالتزامات الإنسانية مع حماية السلامة العامة.