أصبحت المناطق الاستراتيجية المطلة على سواحل مصر بالبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، والمعروفة بـ”الرؤوس البحرية”، مثل رأس الحكمة ورأس حوالة ورأس شقير، تشكل دوراً محورياً في جذب الاستثمارات الأجنبية المتدفقة في البلاد خلال الفترة الماضية، والتي تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات.
مكاسب اقتصادية لمصر
تتميز هذه المناطق المعروفة باسم “الرؤوس” بموقع جغرافي استراتيجي يجعلها نقطة جذب رئيسية للمشروعات التنموية في مجالات متنوعة، مثل المدن السكنية، والمنتجعات السياحية، ومشروعات البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر. وبفضل هذه المشروعات الاستثمارية، ستتمكن مصر من تحقيق مكاسب اقتصادية هامة ومستدامة، مما يعزز قدرتها على مواجهة الأزمات والصدمات الاقتصادية المختلفة في ظل الظروف الدولية المتقلبة. كما سيسهم ذلك في تحقيق نمو اقتصادي مستدام يعزز من استقرار الاقتصاد المصري في المستقبل.
إنفوجراف خاص
موقع منطقة رأس الحكمة على الساحل الشمالي
تقع منطقة رأس الحكمة على الساحل الشمالي لمصر، وتبعد 220 كيلومترًا عن مدينة الإسكندرية إلى الشرق، و60 كيلومترًا عن مدينة مرسى مطروح إلى الغرب. تتمتع المنطقة بموقع استراتيجي يجمع بين الطبيعة الساحرة والموارد الطبيعية المميزة، حيث تضم عددًا كبيرًا من المحميات الطبيعية والمناطق الأثرية، إضافةً إلى خلجان ورؤوس بحرية وكثبان رملية. هذه العوامل تجعل من رأس الحكمة بيئة طبيعية مناسبة لمختلف الأنشطة السياحية.
اتفاقية تطوير رأس الحكمة مع الإمارات
في فبراير 2024، وقّعت مصر والإمارات العربية المتحدة، ممثلة في مجموعة أبو ظبي القابضة، اتفاقية تاريخية لتطوير منطقة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي. تُعد هذه الاتفاقية واحدة من أكبر صفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في تاريخ مصر. تتضمن الاتفاقية ضخ استثمارات بقيمة 35 مليار دولار، بالإضافة إلى حصول مصر على 35% من أرباح المشروع طوال فترة تشغيله.
تحويل رأس الحكمة إلى مدينة متكاملة
يهدف المشروع إلى تحويل رأس الحكمة إلى مدينة عالمية متكاملة تمتد على مساحة تزيد عن 170 مليون متر مربع. تشمل المدينة أحياء سكنية، فنادق ومنتجعات سياحية، مشروعات ترفيهية، مناطق حرة خدمية، حي مالي، ومطار دولي. كما تخطط المدينة لإنشاء مراسي لليخوت وميناء دولي سياحي.
التأثير الاقتصادي لمشروع رأس الحكمة
من المتوقع أن يجذب مشروع تطوير منطقة رأس الحكمة استثمارات تتجاوز 145 مليار دولار عند اكتماله. بالإضافة إلى ذلك، ستستوعب المدينة أكثر من مليوني نسمة، مما يعزز دورها كمركز حضاري وسياحي جديد على الساحل الشمالي.
رأس الحكمة: وجهة سياحية واستثمارية
بفضل الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية الحديثة التي ستوفرها الاتفاقية، ستصبح رأس الحكمة واحدة من أبرز الوجهات السياحية والاستثمارية في مصر والشرق الأوسط، مع مزيج فريد يجمع بين البيئة الطبيعية والتنمية الاقتصادية المستدامة.
مخطط مشروع مدينة رأس الحكمة
رأس شقير: منطقة واعدة للطاقة الجديدة والمتجددة
الموقع والأهمية الجغرافية
تقع منطقة رأس شقير على الضفة الغربية لخليج السويس بمصر، على ساحل البحر الأحمر، وتبعد 350 كيلومتراً عن القاهرة و23 كيلومتراً جنوب مدينة رأس غارب. تُعد رأس شقير واحدة من أهم المناطق الغنية بالزيت الخام في البلاد، وتضم منشآت ومرافق بنية تحتية تخدم العديد من شركات البترول المصرية والأجنبية.
مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة
شهدت رأس شقير في الفترة الأخيرة توقيع عدد من الاتفاقيات والعقود النهائية التي تمهد الطريق لإنشاء مشروعات عملاقة في قطاعات الطاقة الجديدة، مثل مزارع طاقة الرياح ومشروعات الهيدروجين الأخضر. هذه المشروعات تسعى إلى جذب استثمارات بمليارات الدولارات، وتعزيز دور مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة.
محطة رياح رأس شقير
في ديسمبر 2024، وقّعت وزارة الكهرباء المصرية اتفاقية مع شركة “أيميا باور” الإماراتية لإنشاء مزرعة رياح بقدرة 500 ميجاوات في رأس شقير، باستثمارات تصل إلى 600 مليون دولار.
- الجدول الزمني: من المتوقع الانتهاء من المشروع بحلول الربع الأول من عام 2026.
- الأهداف: دعم شبكة الكهرباء الوطنية وزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري.
مشروع إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء
في يونيو 2024، وقّعت الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر وهيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة اتفاقية مع تحالف شركة “إي.دي. إف رينيوابلز” الفرنسية وشركة “زيرو ويست” المصرية/الإماراتية لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.
- حجم الاستثمارات: تُقدر بنحو 7 مليارات يورو.
- الجدول الزمني: سيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل.
- الموقع والمساحة: المشروع يمتد على مساحة 420 كم² لتوليد الطاقة الشمسية والرياح، إضافة إلى أرض المصنع بمساحة 1.2 مليون م².
البنية التحتية المرافقة
- مسار نقل الكهرباء: يبلغ طوله 7 كيلومترات وبعرض 100 متر.
- رصيف شحن: بطول 400 متر وغاطس 17 مترًا.
- وحدة تحلية مياه البحر: لتوفير المياه اللازمة لجميع مراحل المشروع.
أهمية المشاريع المستقبلية
تسعى هذه المشاريع إلى وضع رأس شقير في مقدمة المناطق الرائدة بمجال الطاقة الجديدة والمتجددة، بما يعزز من مكانة مصر كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة، ويدعم أهداف التنمية المستدامة، ويوفر فرص عمل جديدة، ويجذب استثمارات دولية ضخمة.
رأس شقير
رأس بناس: وجهة استثمارية وسياحية واعدة
موقع فريد وموارد طبيعية غنية
تعد منطقة رأس بناس واحدة من أبرز المناطق الواعدة في مصر، بفضل موقعها الجغرافي المميز ومواردها الطبيعية الغنية. تقع رأس بناس في أقصى جنوب مصر على الساحل الغربي للبحر الأحمر، ضمن محافظة البحر الأحمر، على بُعد 356 كم من الأقصر. تتميز المنطقة بلسان يمتد لنحو 50 كم داخل البحر الأحمر، وتضم مواقع غوص مميزة وتجمعات للشعاب المرجانية، إضافة إلى طبيعتها الجبلية الخلابة. كما تحتوي على مرافق جاهزة مثل المطار والميناء التجاري، مما يجعلها مقصدًا جذابًا للسياحة والاستثمار.
خطط استثمارية طموحة
في سبتمبر الماضي، أعلنت الحكومة المصرية عن البدء في وضع مخطط استثماري لمنطقة “رأس بناس”، بهدف طرحها على شركات القطاع الخاص لتطويرها. تأتي هذه الخطوة ضمن خطة تشمل 4 إلى 5 مناطق رئيسية على ساحل البحر الأحمر لفتحها للاستثمارات المحلية والأجنبية. ووفقاً لتقديرات أعضاء مجلس النواب المصري، يُتوقع أن تبلغ قيمة الاستثمارات المزمع ضخها لتطوير رأس بناس أكثر من 40 مليار دولار.
مشاريع النقل واللوجستيات
ساهمت المشاريع الحديثة التي نفذتها الدولة في شبه جزيرة رأس بناس في تعزيز جاذبية المنطقة للاستثمارات في مجالي النقل واللوجستيات. في أبريل الماضي، وقّعت مجموعة الغانم الكويتية مذكرة تفاهم لتطوير البنية الفوقية وإدارة وتشغيل ميناء برنيس التجاري. يشمل الميناء رصيفًا متعدد الأغراض بطول 700 متر، مقسّم إلى 200 متر للركاب و500 متر للبضائع العامة، إضافة إلى رصيف حاويات بطول 500 متر وغاطس بعمق 18 مترًا.
مطار برنيس الدولي
تدعم الدولة منطقة رأس بناس بمرافق حديثة مثل مطار “برنيس الدولي”، الذي أُنشئ لتلبية الاحتياجات المستقبلية للمنطقة الاستثمارية. يحتوي المطار على ممر بطول 3650 مترًا وعرض 60 مترًا، وترماك مدني يتسع لثماني طائرات. كما يضم صالة ركاب تسع 600 راكب في الساعة، وبرج مراقبة بارتفاع 58 مترًا، بالإضافة إلى 47 منشأة فنية وإدارية وخدمية.
رؤية مستقبلية
بفضل موقعها الفريد، ومواردها الطبيعية، والبنية التحتية الحديثة، تمثل منطقة رأس بناس فرصة استثمارية واعدة في مصر. تجمع بين مقومات السياحة واللوجستيات، ما يجعلها قادرة على جذب استثمارات ضخمة في مجالات متعددة وتعزيز مكانة مصر كوجهة اقتصادية وسياحية عالمية.
اقرأ أيضاً..
رأس بناس – خاص عن مصر
رأس حوالة: وجهة سياحية واعدة في الساحل الشمالي الغربي
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، القرار الجمهوري رقم 361 لسنة 2020، الذي نص على إعادة تخصيص بعض قطع الأراضي في الساحل الشمالي الغربي، بما في ذلك منطقة رأس حوالة، لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة. جاء القرار بهدف إنشاء مجتمعات عمرانية ومدن جديدة، مما فتح المجال أمام القطاع الخاص المحلي والأجنبي للاستثمار في تطوير هذه المناطق.
مشروعات سياحية وفندقية بارزة
تشهد منطقة رأس حوالة تطوراً كبيراً في قطاع المشروعات السياحية، حيث يتم حالياً إنشاء سبعة فنادق حديثة تضم 1564 وحدة فندقية. وقد تم الانتهاء من بناء أربعة فنادق بالكامل، في حين يتم حالياً تجهيز فندقين آخرين للتشغيل في المستقبل القريب. هذه المشروعات لا تعزز فقط من القدرة الاستيعابية السياحية للمنطقة، ولكنها تسهم أيضاً في توفير فرص عمل جديدة للشباب وتنشيط الاقتصاد المحلي.
تعزيز مكانة رأس حوالة كوجهة سياحية
تمثل هذه المشروعات خطوة كبيرة نحو ترسيخ مكانة الساحل الشمالي الغربي، وخاصة منطقة رأس حوالة، كوجهة سياحية متميزة على الصعيدين المحلي والدولي. وتستهدف المنطقة جذب السياحة الداخلية والخارجية بفضل بنيتها التحتية المتطورة والمرافق الترفيهية الحديثة.
استثمارات ضخمة وفرص مستقبلية
ساهم القرار الجمهوري في جذب استثمارات ضخمة للمنطقة، حيث شهدت دخول شركات محلية ودولية تعمل على تطوير المشاريع السياحية والسكنية والبنية التحتية. ومن المتوقع أن تشهد رأس حوالة مزيداً من المشروعات المستقبلية، بما يدعم التنمية المستدامة ويعزز من تنافسية مصر كوجهة سياحية عالمية
رأس حوالة بالساحل الشمالي الغربي
تعليقات