الأقسام: أخبار العالم

كاهن مسلح وبندقية داخل كنيسة..حكاية مقطع فيديو أشعل الجدل في لبنان

طغت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، إلى جانب الأزمة السياسية الممتدة منذ سنوات، على احتفالات أعياد الميلاد هذا العام. فقد غابت مظاهر الاحتفال وأجواء الفرح التي عادةً ما تشمل تزيين الشوارع وإحياء الحفلات، واقتصرت على عدد محدود من البلدات التي أصرّت على الاحتفال رغم الظروف الصعبة، محاولةً إدخال البهجة إلى نفوس السكان الذين أرهقتهم الحرب ومآسيها.

ولم تقتصر تداعيات الأزمة على غياب الاحتفالات فحسب، بل ظهرت أيضاً في مشهد أثار جدلاً واسعاً داخل إحدى الكنائس اللبنانية، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه البلاد في هذه الفترة.

مقطع فيديو يثير الجدل في لبنان

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان بمقطع فيديو أثار موجة واسعة من الجدل، يظهر فيه رجل دين مسيحي يحمل سلاحاً أثناء قداس عيد الميلاد.

وفي التفاصيل، ظهر كاهن رعية كنيسة مار مارون في مزرعة يشوع، بمنطقة المتن اللبنانية، وهو يحمل بندقية حربية خلال القداس، ما أثار تساؤلات وانتقادات حادة بين رواد الإنترنت. الفيديو فتح باب النقاش حول الرسائل التي يحملها هذا التصرف في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة التي تعيشها البلاد.

وتسبب الفيديو، الذي ظهر فيه الراعي بكامل ملابسه الكهنوتية حاملًا بندقية حربية، في إثارة حالة من البلبلة وفتح الباب أمام العديد من التأويلات.وفي نهاية الفيديو، قام الكاهن برمي السلاح على الأرض قائلاً: “علينا أن نسلمه كلنا للجيش”.

وأثار المقطع، الذي تبين في نهايته أنه تمثيلي، حالة من الجدل والرفض داخل الأوساط الكنسية في لبنان.

أسلوب غريب على الكنيسة لبنان

وبحسب وسائل إعلام لبنانية، أوضح رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام، المونسنيور عبده أبو كسم، أن “ما يتم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي من مقاطع فيديو لكاهن في رعية مزرعة يشوع يحمل سلاحاً حربياً أثناء احتفاله بالذبيحة الإلهية ليلة عيد الميلاد، هو أمر غير مقبول”.

تعليق رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام

أوضح المونسنيور عبده أبو كسم، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام، أن مقطع الفيديو الذي ظهر فيه الكاهن حاملًا سلاحًا حربيًا أثناء احتفاله بالقداس ليلة عيد الميلاد “غير مقبول”، مشيرًا إلى أن الكاهن أراد أن يعبر عن أن السلاح يؤدي إلى الحروب ولا يخدم السلام، وأن السلاح الحقيقي للمؤمن هو الصلاة.

موقف المطران أنطوان أبو نجم

أكد أبو كسم أنه تواصل مع راعي الأبرشية المطران أنطوان أبو نجم، الذي شدد على رفض الكنيسة لهذا الأسلوب الغريب عنها، وأوضح أنه أعطى توجيهات صارمة لعدم تكرار مثل هذه الأفعال داخل الكنيسة

إنذار للكاهن

أعلنت أبرشية أنطلياس المارونية، في بيان لها، أنها لا توافق على الطريقة التي اعتمدها الكاهن، مؤكدة أنها وجهت له إنذارًا خطيًا يحذره من تكرار هذه التصرفات.

تفسير الأبرشية للواقعة

أوضحت الأبرشية أن ما قام به الكاهن كان جزءًا من مشهدية استخدمها في عظته، التي ركز فيها على أن “سلاح المؤمن هو الصليب والمحبة والغفران”، مشيرة إلى أن الكاهن ألقى السلاح أمام الحضور، داعيًا إياهم إلى التخلص من كل الأسلحة التي تدمر الآخر.

دعوة لعدم التفسير الطائفي

شدد بيان الأبرشية على ضرورة عدم تحميل المسألة “أبعادًا طائفية”، مؤكدًا أن الكنيسة ترفض أي تصرفات قد تسيء إلى قدسية المكان وأهدافه الروحية.