القاهرة ()- اتخذ الصراع في غزة منعطفًا قاتمًا حيث داهمت القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، مما أجبر المرضى والطاقم الطبي على الإخلاء في ظروف مروعة.
مستشفى تحت الحصار
وفقا ، يعمل مستشفى كمال عدوان، أحد آخر المرافق الطبية العاملة في شمال غزة، تحت الحصار منذ أكتوبر.
أفاد مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية، أن القوات الإسرائيلية داهمت المنشأة في وقت مبكر من يوم الجمعة، وأخلت المرضى، بما في ذلك أولئك الذين في العناية الحرجة. تم نقل الجرحى والنازحين إلى المستشفى الإندونيسي.
وفي بيان مشترك على إنستجرام، وصف أبو صفية الوضع المزري: “جيش الاحتلال يحرق جميع الأقسام العاملة في المستشفى ونحن ما زلنا هناك، أخلى الجيش الطاقم الطبي بالكامل والنازحين واعتقل عددًا من الطاقم الطبي، هناك عدد كبير من الإصابات بين الطاقم الطبي”.
أظهرت لقطات فيديو غير مؤكدة من المنطقة رجالاً بملابسهم الداخلية يسيرون أمام جنود إسرائيليين، مما يؤكد خطورة الموقف.
قتلى بين العاملين الطبيين
تفاقمت محنة المستشفى بسبب سلسلة من الضربات القاتلة على مدار الأسبوع الماضي، ووفقًا لأبو صفية، أسفرت ضربة يوم الخميس عن مقتل خمسة من العاملين الطبيين، بما في ذلك طبيب أطفال ومسعف وفني مختبر وعامل صيانة في المستشفى، وحدثت هذه الوفيات وسط حصار عسكري مكثف وقصف للمنطقة المحيطة.
كما قال أبو صفية أن ضربة على مبنى قريب أسفرت عن مقتل 50 شخصًا، مما يوضح بشكل أكبر الدمار الواسع النطاق في مخيم جباليا للاجئين حيث يقع المستشفى.
اقرأ أيضا..
الرد الإسرائيلي
أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا ينفي مزاعم وقوع ضحايا مدنيين ووفيات بين العاملين الطبيين، وذكر الجيش الإسرائيلي، “يعمل الجيش الإسرائيلي ضد الإرهابيين والبنية التحتية الإرهابية في منطقة جباليا واستمر في عملياته خلال اليوم الماضي، الجيش الإسرائيلي ليس على علم بالضربات في منطقة مستشفى كمال عدوان”.
واتهم الجيش الإسرائيلي المستشفى بأنه يستخدم كمعقل لحماس، وأكد على الجهود المبذولة للتخفيف من الضرر الذي قد يلحق بالمدنيين أثناء العمليات، ووفقاً للجيش الإسرائيلي، تم إخلاء المدنيين والمرضى والعاملين الطبيين بشكل آمن قبل الغارة.
التداعيات الإنسانية
إن الغارة على مستشفى كمال عدوان تشكل تصعيداً مقلقاً في الصراع الدائر في غزة، وإن إخلاء المرضى المصابين بأمراض خطيرة في ظل ظروف الحصار، إلى جانب تدمير البنية التحتية الطبية الأساسية، يرسم صورة قاتمة للأزمة الإنسانية التي تتكشف في المنطقة.
مع تضرر أو تدمير معدات المستشفى وأقسامه العاملة، تقلصت القدرة على تقديم الرعاية الطبية العاجلة بشكل كبير.
ويثير نقل المرضى إلى مرافق بديلة، مثل المستشفى الإندونيسي، تساؤلات حول القدرة على دعم الدعم الطبي الكافي وسط العمليات العسكرية المستمرة.
منذ أكتوبر، شهد مخيم جباليا للاجئين دماراً واسع النطاق مع قيام القوات الإسرائيلية بعملية عسكرية كبرى ثالثة، وقد شملت الحملة هدمًا جماعيًا للمباني والبنية التحتية، مما أدى إلى تفاقم محنة المدنيين المحاصرين في منطقة الصراع.
إن الحادث الأخير في مستشفى كمال عدوان يؤكد على الظروف الإنسانية المتدهورة بشكل متزايد في غزة، حيث تكافح المرافق الطبية والعاملون فيها للعمل تحت الحصار والقصف المستمر.
تعليقات