مجلس أوروبا يعتبر الأحداث في غزة تطهيرًا عرقيًا وإبادة جماعية

بي بي سي.

مجلس أوروبا يعتبر الأحداث في غزة تطهيرًا عرقيًا وإبادة جماعية
مجلس أوروبا يعتبر الأحداث في غزة تطهيرًا عرقيًا وإبادة جماعية

أعربت مقررة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ساسكيا كلويت، عن قلقها العميق بشأن الأوضاع في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الأحداث هناك قد تصل إلى مستوى التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ووصفت المجزرة الحالية بأنها مأساة هائلة تتطلب اهتماماً عاجلاً.

كلويت، التي تمثل هيئة تراقب حقوق الإنسان والديمقراطية في 46 دولة، أكدت على ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية التي تعاني منها النساء والأطفال والأسرى في غزة، مشيرة إلى أن هذه المأساة هي نتيجة فشل المجتمع الدولي في التدخل لحلها.

كما تحدثت عن “حصار تام” يمنع دخول الإمدادات الإنسانية الأساسية منذ الثاني من مارس، مما أدى إلى احتجاز الفلسطينيين في مساحة تقلصت باستمرار، وغياب الأمان في المناطق التي يُفترض أن تكون آمنة.

وأشارت إلى أن التصريحات التي أدلى بها أعضاء الحكومة الإسرائيلية تشير إلى أن هذه الإجراءات قد ترقى إلى مستوى التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وأكدت على ضرورة إنهاء العقاب الجماعي وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل فوري.

ولفتت كلويت إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تحترم القانون الإنساني الدولي، الذي ينص على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية دون قيود، وحثت إسرائيل على وقف عمليات قتل سكان غزة فوراً والامتثال للقانون الدولي، ومنح المنظمات الإنسانية إمكانية الوصول بشكل مستقل ومحايد.

كما دعت إلى التراجع عن الخطط التي تهدف إلى طرد سكان غزة، وهو ما سيحرم أطفال غزة من حقهم في مستقبل داخل وطنهم، مؤكدة على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بواجبه في قول الحقيقة واحترام التزاماته القانونية بموجب اتفاقيات جنيف، بما في ذلك اتفاقية الإبادة الجماعية.

منذ فجر الجمعة، استشهد أكثر من 30 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، ويُحتمل أن يرتفع العدد بسبب وجود العديد من العالقين تحت ركام المنازل التي تعرضت للقصف.

وفي غارات أخرى، استهدفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية مقرات وزارة الداخلية التابعة لحماس، مما أدى إلى إصابات بين النازحين الذين يقيمون في خيام قريبة من المباني المستهدفة.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم “مجمعات عسكرية ومنشآت لتخزين الأسلحة ومواقع للقناصة” في غزة، وأن سلاح الجو قصف أكثر من 75 هدفاً إرهابياً في مختلف أنحاء القطاع.

كما أفاد الجيش بأن 107 شاحنات مساعدات من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى دخلت غزة، لكن برنامج الأغذية العالمي أشار إلى تعرض 15 شاحنة للنهب أثناء توجهها لمخابز تدعمها المنظمة.

وأكد مسؤولون فلسطينيون أن المساعدات التي وصلت لا تكفي لتعويض النقص الحاد الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً، في حين أشارت شبكة تضم جماعات إغاثة فلسطينية إلى دخول 119 شاحنة مساعدات منذ تخفيف الحصار، ولكن التوزيع تعثر بسبب عمليات النهب.

وأفادت منظمة الصحة العالمية أن سكان غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء والمياه والإمدادات الطبية، حيث اضطرت أربعة مستشفيات رئيسية لتعليق خدماتها بسبب قربها من مناطق القصف، ولا يزال 19 مستشفى فقط من أصل 36 في الخدمة، في ظروف وصفوها بالمستحيلة.

من جهة أخرى، اتهمت حركة حماس الجيش الإسرائيلي بقصف مستودع الأدوية في مستشفى العودة، معتبرة ذلك استهدافاً للقطاع الصحي.

ومنذ بدء الحرب، بلغ عدد القتلى في غزة 53,762 وفقاً لأحدث إحصاءات وزارة الصحة، بينما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعض حلفاء بلاده بالوقوف “في الجانب الخطأ من الإنسانية” بعد انتقاداتهم لسلوك إسرائيل في غزة.

فيما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعماء آخرون من أنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي إزاء ما وصفوه بـ”الأفعال المشينة” لحكومة نتنياهو، مؤكدين على ضرورة وقف العمليات العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية.

وفي ختام حديثها، أكدت الحكومة الفرنسية التزامها بأمن إسرائيل، ودعت إلى خفض التوتر بين الدولتين، مشددة على أن الاتهامات الموجهة لها بالتحريض مرفوضة، وأن ما حدث في واشنطن هو فعل معادٍ للسامية ينبغي إدانته.