تستعد وزارة البترول لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء مع بداية فصل الصيف، حيث استقبلت مصر اليوم سفينة التغويز “Energos Power” ضمن خطتها لتلبية احتياجات السوق المحلي، خاصة مع تراجع الإنتاج المحلي وارتفاع الطلب.

اقرأ كمان: 27 اتفاقية بترولية جديدة باستثمارات تتجاوز 1.2 مليار دولار في عام 2024 و2025
تعاقدت الشركة القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس” على استئجار سفينتين إضافيتين تصلان تباعاً، ليصل إجمالي السفن في مصر إلى أربعة سفن، فهل تنجح مصر في تأمين احتياجاتها من الغاز هذا الصيف؟
خطوة أساسية لتفادي أزمات متكررة
يقول مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول سابقًا، إن وصول سفينة تغويز جديدة إلى مصر سيساعد في منع تكرار أزمة انقطاع الكهرباء التي شهدها الصيف الماضي بسبب نقص إمدادات الغاز، وأوضح يوسف أن تراجع الإنتاج المحلي إلى نحو 4 مليارات قدم مكعب يوميًا، مقابل ارتفاع الطلب إلى ما يقارب 7 مليارات خلال شهور الذروة، يجعل استيراد الغاز المسال واستئجار سفن تغويز هو الحل المتاح حاليًا، كما أنه تمهيد لتلقي البلاد مزيدًا من شحنات الغاز الطبيعي المسال.
أضاف يوسف، أنه عندما تتواجد منظومة السفن الأربع التي أشارت إليها الوزارة، ستكون مصر قادرة على سد فجوة الاستهلاك دون التأثر بانقطاعات أو أزمات خلال الصيف المقبل، وأكد يوسف أن زيادة عدد سفن التغييز لا تهدف فقط إلى تأمين الغاز، ولكن أيضًا إلى تقليل الاعتماد على المازوت في توليد الكهرباء، نظرًا لارتفاع سعره وانخفاض كفاءته مقارنة بالغاز الطبيعي.
واتفق معه حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية سابقًا “لنبأ العرب”، قائلاً: إن وجود وحدات تغويز عائمة في مصر يسهم بشكل مباشر في تأمين إمدادات الغاز الطبيعي لكل القطاعات خلال الصيف، وأوضح عرفات، أن هذه السفن تمكن الدولة من استيراد الشحنات في أي وقت وتشغيلها فورًا، مما يعني عدم تعطل المصانع أو انقطاعات الكهرباء، فكل الصناعات التي تعتمد في تشغيلها على الغاز الطبيعي ستشعر بالاستقرار
اقرأ كمان: سعر الذهب في المساء بعد الارتفاع.. ماذا حدث يوم السبت؟
أضاف عرفات، أن وجود هذه الوحدات يعد بمثابة تأمين للطاقة، ويمنح الدولة وقتًا كافيًا لتطوير الحقول المكتشفة مؤخرًا وزيادة الإنتاج المحلي منها، وسفينة إعادة التغييز Energos Power، قادمة من ألمانيا وتابعة لشركة نيوفورتريس الأمريكية، وتتواجد حاليًا في الرصيف الجنوبي بمحطة تحيا مصر بميناء الإسكندرية البحري.
تبلغ سعتها التخزينية 174 ألف متر مكعب غاز، ولها قدرة تغويز تصل إلى 750 مليون قدم مكعبة يومياً، كما تعتبر السفينة الثانية إلى جانب السفينة القائمة حالياً بميناء سوميد في العين السخنة “هوج جاليون”.
قبل وصول السفينة الجديدة، كانت مصر تعتمد في استقبال شحنات الغاز المسال على وحدة التغييز العائمة “هوج جاليون” من شركة هوج النرويجية، الذي استأجرتها في أبريل الماضي بعقد مدته 18 شهرًا، ووصلت السفينة إلى مصر في نهاية يونيو 2024، ومن المقرر أن تبقى حتى فبراير 2026.
تستقبل مصر وحدة تغويز عائمة تركية قريبًا بموجب اتفاقية تأجير وقعتها كل من شركة الطاقة التركية الحكومية “بوتاش” والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، وفق بيان صادر عن وزارة الطاقة التركية، وتتفاوض الحكومة المصرية مع شركات طاقة وشركات تجارية عالمية من أجل شراء ما بين 40 و60 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتأمين الاحتياجات الطارئة للطاقة قبل ارتفاع الطلب إلى الذروة في الصيف، بحسب ما قاله ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز.