استعدادات مكثفة لمصر.. هل تستطيع تأمين احتياجاتها من الغاز خلال الصيف؟

تستعد وزارة البترول لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء مع بدء فصل الصيف، حيث استقبلت مصر اليوم سفينة التغويز “Energos Power”، وذلك ضمن خطتها لتلبية احتياجات السوق المحلي، خاصة مع تراجع الإنتاج المحلي وارتفاع الطلب.

استعدادات مكثفة لمصر.. هل تستطيع تأمين احتياجاتها من الغاز خلال الصيف؟
استعدادات مكثفة لمصر.. هل تستطيع تأمين احتياجاتها من الغاز خلال الصيف؟

تعاقدت الشركة القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس” على استئجار سفينتين إضافيتين ستصلان تباعاً، ليصبح إجمالي السفن في مصر أربعة، فهل ستتمكن مصر من تأمين احتياجاتها من الغاز هذا الصيف؟

خطوة أساسية لتفادي أزمات متكررة

يقول مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول سابقًا، إن وصول سفينة تغويز جديدة إلى مصر سيساعد في منع تكرار أزمة انقطاع الكهرباء التي عانت منها البلاد الصيف الماضي نتيجة نقص إمدادات الغاز، موضحًا أن تراجع الإنتاج المحلي إلى نحو 4 مليارات قدم مكعب يوميًا، مقابل ارتفاع الطلب إلى حوالي 7 مليارات خلال شهور الذروة، يجعل استيراد الغاز المسال واستئجار سفن التغويز الحل الأمثل في الوقت الحالي، كما أنه تمهيد لتلقي البلاد مزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال.

وأضاف يوسف أنه عندما تتواجد منظومة السفن الأربع التي أشارت إليها الوزارة، ستكون مصر قادرة على سد فجوة الاستهلاك دون التأثر بانقطاعات أو أزمات خلال الصيف المقبل، مؤكدًا أن زيادة عدد سفن التغويز لا تهدف فقط إلى تأمين الغاز، بل أيضًا لتقليل الاعتماد على المازوت في توليد الكهرباء، نظرًا لارتفاع سعره وانخفاض كفاءته مقارنة بالغاز الطبيعي.

واتفق معه حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية سابقًا “لنبأ العرب”، حيث أكد أن وجود وحدات تغويز عائمة في مصر يسهم بشكل مباشر في تأمين إمدادات الغاز الطبيعي لكل القطاعات خلال الصيف، موضحًا أن هذه السفن تتيح للدولة استيراد الشحنات في أي وقت وتشغيلها فورًا، مما يعني عدم تعطل المصانع أو انقطاع الكهرباء، فكل الصناعات التي تعتمد على الغاز الطبيعي ستشعر بالاستقرار.

وأضاف عرفات أن وجود هذه الوحدات يمثل تأمينًا للطاقة، ويمنح الدولة وقتًا كافيًا لتطوير الحقول المكتشفة مؤخرًا وزيادة الإنتاج المحلي منها، وسفينة إعادة التغويز Energos Power، قادمة من ألمانيا وتابعة لشركة نيوفورتريس الأمريكية، وتتواجد حاليًا في الرصيف الجنوبي بمحطة تحيا مصر بميناء الإسكندرية البحري.

تبلغ سعتها التخزينية 174 ألف متر مكعب غاز، ولها قدرة تغويز تصل إلى 750 مليون قدم مكعبة يوميًا، وتعتبر السفينة الثانية إلى جانب السفينة القائمة حاليًا بميناء سوميد في العين السخنة “هوج جاليون”.

قبل وصول السفينة الجديدة، كانت مصر تعتمد في استقبال شحنات الغاز المسال على وحدة التغويز العائمة “هوج جاليون” من شركة هوج النرويجية، التي استأجرتها في أبريل الماضي بعقد مدته 18 شهرًا، ووصلت السفينة إلى مصر في نهاية يونيو 2024، ومن المقرر أن تبقى حتى فبراير 2026.

كما تستقبل مصر وحدة تغويز عائمة تركية قريبًا بموجب اتفاقية تأجير وقعتها كل من شركة الطاقة التركية الحكومية “بوتاش” والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس”، وفق بيان صادر عن وزارة الطاقة التركية، وتتفاوض الحكومة المصرية مع شركات طاقة وشركات تجارية عالمية من أجل شراء ما بين 40 و60 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتأمين الاحتياجات الطارئة للطاقة قبل ارتفاع الطلب إلى الذروة في الصيف، بحسب ما أفاد به ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز.