قال رامي الدكاني، الأمين العام للاتحاد العربي لأسواق رأس المال، إن الأسواق المالية في المنطقة تنقسم إلى فئتين رئيسيتين، حيث تتمركز الفئة الأولى في الخليج وتتميز برؤوس أموال كبيرة تنشط في فترات قصيرة، بينما تضم الفئة الثانية أسواقًا أصغر حجمًا لكنها أكثر نشاطًا في بعض الأوقات، وتنتشر هذه الأسواق في مختلف أنحاء المنطقة العربية.
مقال له علاقة: ما الذي حققه إيلون ماسك في البيت الأبيض قبل مغادرته؟
وأوضح خلال مشاركته في مؤتمر LsEG مصر، أن المنطقة أصبحت وجهة جذابة للمستثمرين الدوليين، مشيرًا إلى الطرح الثانوي لشركة “أرامكو” في 2023، الذي تجاوزت قيمته 11 مليار دولار، مما جعله أكبر صفقة مالية عالمية في الثلاثين عامًا الماضية.
وأكد أن هذا النوع من الصفقات يعزز اهتمام المستثمرين من أوروبا وآسيا وأمريكا بالمنطقة بشكل عام.
وأشار الدكاني إلى أن المستثمر الأجنبي لم يعد يركز فقط على السعودية، بل بدأ ينظر أيضًا إلى أسواق مثل مصر وقطر والأردن، موضحًا أن تلك الأسواق ما زالت صغيرة ومجزأة، مما يعوق تنفيذ صفقات كبرى بشكل منتظم.
وفسر ذلك بقوله: “مدير الأصول الذي يستثمر في المنطقة ينظر إلى السوق من حيث حجم السيولة وإمكانيات التنفيذ، وعندما تكون الأسواق متفرقة وصغيرة نسبيًا، يضطر إلى إعادة توزيع استثماراته بشكل دوري بين عدة أسواق مثل مصر والأردن والبحرين”
مقال له علاقة: مصرع عامل وإصابة اثنين آخرين في حادث سقوط ببئر صرف صحي بأسيوط
وأضاف أن هناك أسواقًا نشطة تستفيد من حركة رؤوس الأموال داخل المنطقة، خاصة في السعودية والإمارات، لكننا ما زلنا بحاجة إلى سوق إقليمي موحد أو تكاملي قادر على استيعاب طروحات كبرى بشكل مستدام.
وتحدث الدكاني أيضًا عن تجربته السابقة كرئيس للبورصة المصرية، مشيرًا إلى أن بعض الشركات واجهت تحديات في الإدراج بسبب ضعف السيولة أو غياب الجاذبية للمستثمر الأجنبي، رغم امتلاك تلك الشركات لمقومات محلية قوية.
وتابع أنه يجب أن يكون لدينا تصور إقليمي يربط الشركات القوية في مصر، بالأسواق القادرة على استيعابها مثل الإمارات أو السعودية، مما يمكنها من الطرح وجذب رؤوس الأموال بسهولة أكبر.
وأشار الدكاني إلى ضرورة وجود رؤية تكاملية بين الأسواق العربية، مؤكدًا أن وجود بورصة واحدة قوية في المنطقة لا يكفي، بل يجب أن تكون هناك بنية تنظيمية وتشريعية تتيح للشركات التنقل والطرح بين الأسواق بسهولة وكفاءة، مما يخدم الاقتصاد الإقليمي ككل.