أثارت تصريحات الكاتب الكبير فاروق جويدة حول غياب المثقفين في الساحة الثقافية المصرية ردود فعل قوية من العديد من الكتاب والمبدعين الذين أكدوا أن مصر دائمًا ما تكون ولادة بالقامات الثقافية الكبيرة، حيث وصف جويدة خلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب حالة المبدعين قائلًا: «انقسموا على أنفسهم خلاص»، مستشهدًا بالجدل حول شخصيات تاريخية مثل صلاح الدين الأيوبي.

مواضيع مشابهة: توقعات الطقس في القاهرة غدًا.. درجات الحرارة والظواهر الجوية المتوقعة
وأضاف جويدة: «كنت أذهب إلى الأهرام وأنا شاب صغير لأقابل توفيق الحكيم، وإحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس، وكان هذا هو المجال الذي عشت فيه، أما الآن فأشعر بالوحدة، وأعيش في غربة حقيقية».
من جانبه، استنكر الدكتور يوسف زيدان هذه التصريحات خلال بث مباشر، متسائلًا: “كيف لا توجد في مصر ثقافة، وبها الكاتب الشاب محمد سمير ندا الذي فاز بجائزة البوكر قبل أسابيع عن روايته “صلاة القلق”، أليس هذا كاتبًا مصريًا أم أنه من موزمبيق؟ كيف يمكن القول بعدم وجود ثقافة في مصر وبها كتّاب ومبدعون مثل أحمد عبد المعطي حجازي، والشاعر أحمد الشهاوي، وأحمد مراد، وأشرف العشماوي، وإبراهيم عبد المجيد؟
بدوره، أشار الكاتب الكبير أشرف العشماوي في منشور على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إلى أن الزعم بعدم وجود مثقفين أو مبدعين في مصر يعد ضربًا من الجحود الثقافي، وأضاف العشماوي: لدينا مجموعة واسعة من الكُتّاب والمثقفين الذين أثروا المشهد الثقافي المصري والعربي والعالمي في مجالات الرواية، والقصة، والشعر، والنقد، والفكر، والصحافة، هؤلاء ليسوا مجرد أسماء تُذكر بل تجارب وسِيَر عميقة، يحمل كل منهم مشروعًا فكريًا أو أدبيًا، وقد تُرجمت أعمال بعضهم إلى لغات عدة، وتناولت مؤلفاتهم قضايا مصر المصيرية بكل جرأة وإبداع، ولهم جمهور عظيم يتوق للمعرفة وينتظر إصداراتهم بشغف.
اقرأ كمان: عمرو أديب يتحدث عن التنقيب عن الآثار في الأقصر ويطالب بالمياه بدلاً من الآثار
وتابع: إن بلدًا بحجم مصر، بتاريخها وثقلها الحضاري وإرثها الثقافي لا يليق به أن يُوصف بأنه بلا كُتّاب أو مثقفين أو مبدعين، فرغم التحديات الثقافية والاقتصادية والأيديولوجية التي يواجهها المشهد الثقافي، فإن القول بأن مصر “بلد خالٍ من كُتّاب أو مثقفين أو مبدعين” ليس سوى محاولة بائسة لتغييب الوعي وتشويش صورة حقيقية لا تزال صامدة.