القاهرة- نبأ العرب.

من نفس التصنيف: الأوقاف تدعو المجتمع الدولي لوقف الإبادة ضد أطفال غزة
أفادت وسائل إعلام عبرية اليوم الخميس، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وافق على المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قبل ساعات قليلة، والذي أعلنت حركة حماس استلامه في وقت سابق اليوم.
مقال له علاقة: انفجار مروع في مصنع كيماويات بشرق الصين يوقع قتلى وجرحى
وقد أبدت إدارة البيت الأبيض تفاؤلًا بشأن هذا المقترح الجديد، الذي يعكف عليه مبعوث الرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، حيث يُتوقع أن يسهم في سد الفجوات المتبقية بين إسرائيل وحماس، مما قد يؤدي إلى التوصل قريبًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، وفقًا لما أكده ثلاثة مصادر مطلعة على المفاوضات لموقع “أكسيوس”.
وقال مصدر أمريكي: “إذا قدم كل طرف تنازلاً بسيطًا، يمكننا الوصول إلى اتفاق خلال أيام”
يتضمن المقترح الجديد الذي سلمه ويتكوف لحماس وإسرائيل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا في قطاع غزة، مقابل الإفراج عن 10 أسرى أحياء و18 جثمانًا على مرحلتين، حسبما نقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي رفيع.
في المقابل، ستقوم إسرائيل بالإفراج عن 1,236 معتقلًا وأسيرًا فلسطينيًا، بالإضافة إلى تسليم جثامين 180 فلسطينيًا، وفقًا للمسؤول ذاته، كما تلتزم حماس بتقديم معلومات حول حالة بقية الأسرى في اليوم العاشر، ويلزم المقترح أيضًا بإعادة انتشار قوات الاحتلال في شمال غزة وممر نتساريم في اليوم الأول، وفي جنوب غزة باليوم السابع، مع خرائط يتم التفاوض عليها لاحقًا.
لكن الوثيقة لا تحدد بدقة إلى أين ستنسحب القوات، رغم أن أكثر من 80% من قطاع غزة حاليًا خاضع لـ”منطقة عسكرية إسرائيلية” أو أوامر تهجير، وفقًا للأمم المتحدة، كما لم يُلزم المقترح إسرائيل بإنهاء عمليتها العسكرية المستمرة منذ 19 شهرًا في غزة، لكنه يفرض على الطرفين، إسرائيل وحماس، الدخول في مفاوضات بشأن هدنة طويلة الأمد.
ستكون الولايات المتحدة ومصر وقطر ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار هذا.
خلال الأسبوعين الماضيين، أجرى ويتكوف مفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشاره المقرب رون ديرمر، وكذلك مع قيادات في حماس في الدوحة عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح.
يوم الإثنين، وبعد جولة جديدة من المحادثات مع بحبح، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح أمريكي يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يشمل إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأول وخمسة آخرين في اليوم الأخير.
لكن إسرائيل سارعت برفض المقترح، كما رفضه ويتكوف، الذي صرّح لأكسيوس أن حماس حرّفت فحوى المقترح الأمريكي، وأن موقفها كان “مخيبًا للآمال وغير مقبول”.
لكن مصدر مطلع قال حينها لأكسيوس، إن الخلاف الذي وقع يوم الإثنين نتج عن “سوء تفاهم” أدى إلى تفسيرات متباينة للمقترح من قبل الولايات المتحدة، إسرائيل، وحماس.
ورغم الانتكاسة، استؤنفت المحادثات يوم الثلاثاء، في محاولة للتوصل إلى حل وسط، حيث أجرى بحبح اجتماعات جديدة مع قيادات حماس في الدوحة، بينما اجتمع ويتكوف مع رون ديرمر في واشنطن، ويوم الأربعاء، أصدرت حماس بيانًا أكدت فيه أنها تسعى إلى التوصل لاتفاق مع ويتكوف بشأن “إطار عام” يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، انسحابًا كاملًا للجيش الإسرائيلي من غزة، واستئناف المساعدات الإنسانية، وتشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة القطاع.
وأضافت حماس، أن هذا الإطار يشمل إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء، وتسليم رفات عدد من القتلى، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، مع وجود ضمانات من الولايات المتحدة ومصر وقطر.
فيما قال مسؤول إسرائيلي رفيع لموقع أكسيوس الأمريكي، إن مسودة البيت الأبيض الجديدة لا تختلف جذريًا عن النسخ السابقة، لكنها تتضمن تعديلات لغوية تهدف إلى إرضاء الطرفين، وتركز التعديلات الأساسية على بند الضمانات التي تطلبها حماس لضمان إجراء مفاوضات جادة بشأن وقف إطلاق نار دائم خلال فترة الستين يومًا المؤقتة، ومنع إسرائيل من كسر الهدنة بشكل أحادي كما حدث في مارس الماضي.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، أن الولايات المتحدة تحاول استخدام صياغة تمنح حماس الثقة بأن الهدنة المؤقتة قد تقود إلى وقف دائم، مع طمأنة إسرائيل أنها لا تلتزم مسبقًا بإنهاء الحرب، لكن لا تزال هناك خلافات بشأن تسلسل وتوقيت إطلاق سراح الأسرى.
وتطالب إسرائيل بالإفراج عن جميع الأسرى الأحياء (العشرة) في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، خوفًا من أن تخل حماس بالتزاماتها لاحقًا، في المقابل، ترغب حماس في تنفيذ العملية على مراحل لضمان التزام إسرائيل بعدم استئناف القتال قبل انتهاء الستين يومًا.
ومن جانبها، أعلنت حركة حماس الخميس، أنها استلمت عبر الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد، مؤكدة أنها تدرس المقترح حاليًا بكل جدية ومسؤولية، بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، ويساهم في تخفيف معاناته، ويوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة.