بي بي سي.

شوف كمان: افتتاح قصر ثقافة أبو سمبل الجديد.. اكتشف الصور وأبرز اللحظات المميزة
تجمع العديد من الصوماليين ليلة الأحد الماضي لمشاهدة نهائي كأس أمم أوروبا، حيث اجتمعوا في المقاهي والمنازل، بينما كان مئات آخرون يتواجدون في فندق شاطئي شهير لحضور مسابقة ملكة جمال البلاد، في مشهد يعكس التناقض الدراماتيكي في حياة الصوماليين، ففي الوقت الذي كانت فيه المتسابقات يستعرضن جمالهن، سقط خمسة قتلى وأصيب نحو 20 آخرين في تفجير خارج مقهى مكتظ بالمشاهدين.
مواضيع مشابهة: موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025 حسب التوقعات الفلكية
وأعلنت حركة الشباب الإسلامية المسلحة مسؤوليتها عن الهجوم، بينما كانت هَني عبدي غاس قد دشنت مسابقة ملكة جمال الصومال في عام 2021 كخطوة جريئة في بلد يعاني من مشاكل تتعلق بالإسلاميين المسلحين، وتعتبر الصومال واحدة من أسوأ الأماكن في العالم بالنسبة للمرأة.
نشأت هَني غاس في مخيم داداب للاجئين في كينيا، حيث عانت مع مئات الآلاف من الصوماليين من ويلات الحرب والجفاف، وعادت إلى وطنها في 2020، وعلى الرغم من أن المسابقة تتعلق بالجمال، تؤكد هَني غاس أن الهدف هو تعزيز صوت المرأة الصومالية وإخراجها من عزلتها، حيث تقول: “المسابقة تدعم الاتحاد والتمكين” النسائي.
تؤمن هَني بأن الوقت قد حان لتكون الصومال جزءًا من حركة الجمال العالمية، وتطمح لدعم طموح النساء من ثقافات متنوعة، وبناء ثقتهن بأنفسهن، وإعطائهن الفرصة لعرض الثقافة الصومالية على الساحة الدولية.
شهدت مسابقة ملكة جمال الصومال هذا العام تمثيلاً لنساء من مختلف الثقافات، حيث كانت إحدى المتسابقات من عناصر الشرطة النسائية، ورغم أن فكرة إقامة مسابقة للجمال تثير جدلاً واسعاً، إلا أن هناك من يعتبرها خطوة إيجابية، بينما يعتبرها آخرون إهانة للإسلام والثقافة الصومالية.
قال أحمد عبدي هالاني، أحد زعماء العشائر في الصومال: “مثل هذه الأفكار تتعارض مع ثقافتنا وديننا”، بينما أضافت الطالبة صابرينا: “من غير اللائق أن تظهر امرأة في مكان عام دون أن تغطي رقبتها”.
ترتدي معظم النساء في الصومال ملابس قاتمة وتغطين شعورهن، لكن في المسابقة، ارتدت المتسابقات ملابس زاهية وملاصقة للجسد، وفي فستان طويل ذهبي، توجت عائشة أيكو ملكةً لجمال الصومال، وحصلت على جائزة نقدية قيمتها ألف دولار أمريكي.
تدرس عائشة أيكو في الجامعة وتعمل كفنانة تجميل، وتمثل ولاية جنوب غرب، حيث تعهدت باستخدام لقبها لمحاربة الزواج المبكر وتعزيز تعليم الفتيات، مشيرة إلى أن المسابقة تحتفل بالثقافة والجمال الصومالي مع تطلعات لمستقبل أفضل للنساء.
تألفت لجنة التحكيم من ستة أشخاص، خمسة نساء ورجل واحد، وقد واجهت صعوبة في اختيار الفائزة بناءً على الجمال الجسدي وطريقة المشي والكلام، مع وجود تصويت عبر الإنترنت للجماهير، حيث كان التصويت بمبلغ دولار واحد يُستخدم لتمويل الحدث ونفقات السفر للمنافسة في مسابقات جمال أفريقية وعالمية.
كما كان هناك تصويت عبر الإنترنت متاح للجماهير.
تجسد إقامة مسابقة للجمال في فندق شاطئي فخم ليلاً تناقضاً حاداً مع حياة معظم الناس في الصومال، حيث يعاني نحو أربعة ملايين صومالي من التشرّد، وتصل نسبة النساء بين هؤلاء المشردين إلى 70-80%، بينما تحتل الصومال المركز الأخير في مؤشر التنمية البشرية.
تقول منظمات إغاثية إن 52% من النساء في الصومال يتعرضن للعنف على أساس الجنس، فيما تخضع نحو 98% منهن لختان الإناث، وتبقى التوجهات المجتمعية تجاه الاغتصاب والعنف ضد النساء ثابتة، حيث عوقبت امرأة في عام 2013 بالسجن بعد أن ادعت تعرضها للاغتصاب.
ومع ذلك، فإن إقامة مسابقة للجمال في مقديشو، حتى ولو على بعد كيلومتر واحد من تفجير انتحاري، تشير إلى تغيرات في المجتمع، حيث لم تكن فكرة المسابقة واردة قبل سنوات عندما كانت العاصمة تحت سيطرة حركة الشباب.
في فندق إيليت أوتيل، استمر الحضور في الاحتفال حتى الساعات الأولى من الصباح، حيث غطت أصوات أمواج المحيط الهندي على أي أصوات أخرى، مما يعكس روح التفاؤل وسط التحديات التي تواجهها البلاد.