عائلة ضحية عاصفة الإسكندرية تكشف لنبأ العرب تفاصيل مروعة عن تجربة التاكسي المؤلمة

الإسكندرية – محمد عامر ومحمد البدري:

عائلة ضحية عاصفة الإسكندرية تكشف لنبأ العرب تفاصيل مروعة عن تجربة التاكسي المؤلمة
عائلة ضحية عاصفة الإسكندرية تكشف لنبأ العرب تفاصيل مروعة عن تجربة التاكسي المؤلمة

“أنت فين يامحمد .. اتأخرت ليه؟” رد محمد علي إبراهيم بريقع، سائق تاكسي بالإسكندرية، على زوجته “سلمي” في مكالمة سريعة، حيث أكد أنه في طريقه للمنزل، لكن إعصار الإسكندرية حال دون عودته إلى أسرته كما وعدها، فمرّت الدقائق بسرعة، وعند الثانية صباحًا، وجدت “سلمي” وطفليها “علي” 6 سنوات و”منى” 5 أشهر، أنفسهم في مواجهة أصوات العواصف والأمطار داخل جدران منزلهم في شارع 30 بمنطقة العصافرة شرقي الإسكندرية.

تملّكهم الرعب والخوف، فكلما زادت شدة العواصف، زادت مخاوفهم على عائلتهم، حاولت “سلمي” الاتصال بزوجها مرارًا، لكنه كان دائمًا خارج الخدمة، حتى تلقت اتصالًا من رقم الإسعاف، حيث كان محمد في حالة من الذعر: “ألحقوني التاكسي ولع بيا تعالوا المستشفى”.

هرعت “سلمى” إلى مستشفى رأس التين، ورأت في الطريق الأضرار الجسيمة التي أحدثها الطقس السيئ والعواصف في جميع أحياء المحافظة، دون أن تدرك أن زوجها هو أحد ضحايا إعصار الإسكندرية.

عندما وصلت إلى المستشفى، كانت الصدمة في انتظارها، فقد أصيب محمد، البالغ من العمر 36 عامًا، بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة بنسبة 80% من جسمه، حيث تركزت الإصابات في قدميه وحتى كتفيه، وفقًا للتقرير المبدئي.

تقول “سلمى محمود” في تصريحات لـ “نبأ العرب”: كان محمد في طريقه إلى المنزل قبل العاصفة، لكنه استقل معه فتاتين من جنسية عربية، حيث طلبتا منه التوجه لأقرب ماكينة ATM لصرف الأموال، فتوجه بهما إلى شارع الإقبال، وعندما بدأت الأمطار والعواصف، تعطلت جميع الماكينات، وتوقف بالتاكسي في شارع الإقبال بالقرب من الترام، تحت أحد العقارات، قبل أن تسقط أجزاء من السور من الطابق الرابع بسبب الأمطار.

تروي “سلمي” تفاصيل الكارثة، قائلة: “التاكسي يعمل بالغاز، ومع انهيار الأجزاء عليه، اشتعلت النيران، حاول زوجي الهروب، لكن أبواب التاكسي كانت مغلقة، واندلعت النيران في قدميه وامتدت إلى كتفيه، كما كانت الفتاتين في المقاعد الخلفية”.

وأشارت إلى أن زوجها تمكن أخيرًا من الخروج من التاكسي، وأنقذ الفتاتين من النيران، قائلة: “كل شيء احترق، موبايل جوزي وأوراقه ورخصه، بيتنا اتخرب، مش عارفين نعمل إيه؟”.

من جانبها، قالت شقيقته مي علي، إن التاكسي كان هو مصدر الدخل الوحيد لأسرة زوجها، حيث كان يعمل عليه ويسدد أقساطه، مضيفة: “من بين الأشياء التي احترقت كان قسط التاكسي الذي كان سيقوم بتحويله”.

وتضيف “مي” أن زوجة شقيقها تعاني من مرض الذئبة الحمراء، وكان التاكسي يساهم في تكاليف علاجها الباهظة، متسائلة: “أخويا أيه ذنبه؟ حاول يساعد فتاتين في الشارع في وقت متأخر، والآن هو مصاب والتاكسي احترق وبيته دمر”.

شهدت الإسكندرية موجة مفاجئة من الطقس السيئ، استيقظ خلالها السكان في ساعات مبكرة من صباح اليوم السبت، حيث صاحبتها عواصف وأمطار رعدية غزيرة وثلوج وبرق أثار فزع المواطنين.

بلغت الحصيلة الأولية لموجة الطقس السيئ التي ضربت الإسكندرية 48 تجمعًا لمياه الأمطار في مختلف أحياء المحافظة، وتم التعامل معها بشكل فوري.

وبحسب البلاغات الواردة لغرفة عمليات محافظة الإسكندرية، تضررت 10 عقارات من انهيارات جزئية في أحياء “المنتزه أول – المنتزه ثان – شرق – وسط – الجمرك”، بالإضافة إلى سقوط 7 أعمدة إنارة في أحياء “المنتزه أول – شرق – وسط”.

وردت بلاغات بسقوط 8 إعلانات دعائية في أحياء شرق ووسط، وتمت إزالتها بشكل فوري، بالإضافة إلى تلقي 6 بلاغات متنوعة تشمل سقوط شجرة، حريق بسيارة، سقوط كابل إنارة، وحدة تكييف، ومواسير حديدية خاصة بأعمال ترميم.

تجدر الإشارة إلى أن موجة الطقس السيئ أسفرت أيضًا عن إصابة كل من محمد ياسين 27 عامًا بكسر في الساق والركبة اليمنى، ومحمود صلاح كريم 32 عامًا الذي أصيب بنزيف في المخ وكسر الفقرات العنقية، بعدما سقطت شرفة الطابق السابع من العقار رقم 183 بشارع “تانيس” بمنطقة سبورتنج أثناء عودتهما من حفل زفاف.