في لحظة سريعة، بين دقات قلب متسارعة وصوت قطار يقترب بسرعة، اتخذ “أحمد” قراره الحاسم، قفز بعيدًا عن قضبان السكة الحديد، لكنه لم يكن يدرك أن نجاته من عجلات القطار ستقوده إلى مصير آخر، لم يكن قاتله معدنًا يتحرك على السكة، بل كان ماءً هادئًا يخبئ في أعماقه الغدر.

مقال له علاقة: الرئيس اليمني يؤكد استمرار الحوثيين في رفض جهود السلام المتواصلة
أحمد، الشاب الذي يبلغ من العمر خمسة وعشرين عامًا، خريج كلية الحقوق، كان يحمل حلمًا صغيرًا بوظيفة تليق بكرامته وطموحاته، خرج في صباح يومٍ مشمس باحثًا عن فرصة، ليجد قدره ينتظره لمشهد أخير في حياته.
ممكن يعجبك: الكنيست يوافق على مشروع قرار لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
على حافة ترعة الجيزاوية بمركز العياط جنوب الجيزة، حيث يمر القطار ويلتف التيار، توقفت الحياة فجأة، قفز أحمد في محاولة للهروب من الموت، لكنه وقع في حضن قدره الآخر.
لم يكن يعرف السباحة، ولم يكن هناك من يسمع صرخته، غرق حلم الشاب في مياه لا ترحم، بعد أن نجا من حديد لا يرحم، ليستقر جثمانه في قاع الترعة، قبل أن تنتشله قوات الإنقاذ النهري بالجيزة تمهيدًا للإجراءات اللازمة للدفن.