نشرت الجمعية الفلكية بجدة صورة فضائية رائعة التقطها القمر الصناعي “ديسكوفر”، حيث تظهر كوكب الأرض قبل عاصفة الإسكندرية الأخيرة، ويوم الجمعة 30 مايو 2025 كانت الأرض تدور في هدوء تحت مراقبة القمر الصناعي “ديسكوفر” (DSCOVR) التابع لوكالة ناسا، الذي يتموضع في نقطة لاغرانج الأولى (L1) على بعد حوالي 1.5 مليون كم من الأرض، في خط مستقيم بينها وبين الشمس.

اقرأ كمان: أسعار الدولار في 10 بنوك مع بداية تعاملات الخميس
وأضافت الجمعية، أنه من هذا البعد الشاسع يلتقط “ديسكوفر” صورًا جديدة لكوكبنا باستمرار مستخدمًا كاميرته متعددة الألوان (EPIC)، والتي تصور الأرض كما تراها العين البشرية بدقة زمنية تتراوح بين 20 و100 مللي ثانية، ومن مميزات هذه الكاميرا أنها لا تُظهر النجوم في الخلفية، نظرًا لأن الأرض شديدة السطوع مقارنة بظلمة الفضاء، مما يجعل زمن التعريض قصيرًا، ولا يمنح الكاميرا فرصة التقاط الأجسام الضعيفة مثل النجوم، لذا فإن غياب النجوم في الصور هو نتيجة طبيعية لخصائص التصوير.
في الصورة الملتقطة بتاريخ 30 مايو 2025، برزت غيمة ضخمة ومنظمة فوق مياه البحر المتوسط قبالة الساحل الشمالي لمصر، بالقرب من مدينة الإسكندرية، ورغم أن الغيمة بدت عادية للوهلة الأولى، إلا أن كثافتها وتموضعها الدقيق أشارا إلى وجود نواة جوية نشطة قد تنذر بشيء أكبر قادم.
بينما كانت المدينة تنام بهدوء، بدأت الأمور تتغير فجأة مع دخول الساعات الأولى من يوم السبت 31 مايو، حيث تطورت الغيمة إلى عاصفة محلية مفاجئة هطلت فيها أمطار غزيرة، وتساقط البَرَد في بعض الأحياء، مع رياح شديدة أدت إلى سيول مؤقتة وبلاغات عن تسربات مائية في مدارس ومنازل قديمة.
يُرجح أن السبب يعود إلى اصطدام جبهة هوائية باردة تكونت فوق البحر مع تيار دافئ ورطب قادم من الجنوب، مما أدى إلى تكاثف سريع للسحب وحدوث اضطراب جوي غير معتاد، ويبدو أن الغيمة التي التقطت في صورة “ديسكوفر” كانت مؤشرًا مبكرًا على هذا التفاعل.
رغم أن نماذج الطقس توقعت هطولات خفيفة على السواحل الشمالية، إلا أن العاصفة المفاجئة فاجأت الجميع، مما أثار تساؤلات مهمة حول إمكانية دمج بيانات أقمار صناعية متقدمة مثل “ديسكوفر” ضمن أنظمة التنبؤات المحلية، وهل يمكن لصورة واحدة تلتقط من خارج الغلاف الجوي أن تُحدث فرقًا في الإنذار المبكر.
أشارت الجمعية إلى أن قدرة “ديسكوفر” لا تقتصر على تصوير الأرض فحسب، بل تتيح أيضًا مراقبة الغيوم وتغير حركتها، وتحليل توزيع غاز الأوزون، وقياس تركيز الجزيئات العالقة في الجو، ورصد السحب العالية وخصائصها، وتقييم نمو النباتات، واختلاف لون اليابسة، وتحليل انعكاسية الأرض للأشعة فوق البنفسجية.
شوف كمان: بعد خفض الفائدة، البنك المركزي يسحب ثاني أقل مستوى من السيولة في البنوك خلال العام
كما أن موقع القمر خارج الغلاف المغناطيسي للأرض يمكّنه من مراقبة الرياح الشمسية، وهي التيارات من الجزيئات المشحونة القادمة من الشمس قبل أن تصل إلى كوكبنا، مما يجعله أيضًا مرصدًا فضائيًا بيئيًا بامتياز.