طرحت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، سؤالًا مهمًا عبر منصاتها لأولياء الأمور حول أسباب انتشار العنف بين طلاب المدارس، وكيفية معالجة هذه الظاهرة المقلقة التي تحتاج إلى اهتمام خاص.

مواضيع مشابهة: نتنياهو يعلن: رئيس “الشاباك” الجديد لن يشارك في تحقيقات “قطر جيت” بسبب تضارب المصالح
غياب الرقابة وضغوط نفسية وأسر مفككة
تعددت ردود أولياء الأمور، حيث أشار أحدهم إلى أن العنف بين الطلاب ينجم عن طاقة زائدة غير مستغلة نتيجة غياب الأنشطة المدرسية وقلة الرقابة من المعلمين، موضحًا أن هذه الطاقة كان يمكن توجيهها نحو الأنشطة والألعاب، لكن للأسف هناك نقص في التنظيم والمتابعة.
بينما رأت ولية أمر أخرى أن الأسرة تلعب دورًا أساسيًا في تفاقم المشكلة، حيث أوضحت أن ولي الأمر غالبًا ما يدافع عن ابنه حتى وإن كان مخطئًا، ويظهر تمسكه برأيه عندما يُنصح أو يُوجه.
مقال مقترح: انقطاع الكهرباء في مستشفى أم المصريين وتحركات عاجلة من وزارة الصحة لإنقاذ الوضع
فيما أرجع ولي أمر ثالث السبب إلى غياب التربية السليمة، والابتعاد عن القيم الدينية والأخلاقية، مؤكدًا أن تلك القيم تشكل الأساس لأي سلوك منضبط، وأضافت أخرى أن الضغوط النفسية المستمرة الناتجة عن الدروس والامتحانات الصعبة تدفع الطلاب للتصرف بعنف، حيث يعبر الطالب عن غضبه بشكل عدواني نتيجة الضغط المستمر.
ورأى آخر أن المشكلات الاجتماعية مثل زيادة حالات الطلاق وغياب دور الأخصائي الاجتماعي، بالإضافة إلى ضعف التعاون بين أولياء الأمور والمعلمين، تسهم جميعها في تفشي العنف بين الطلاب.
من جانبها، أكدت داليا الحزاوي أن أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها امتحانات الشهادة الإعدادية، مثل تكسير أثاث المدارس والتعدي على المراقبين، تستدعي وقفة جادة وصارمة، مشيرة إلى أن الوضع أصبح كارثيًا ويتطلب اتخاذ إجراءات فورية.
وقالت الحزاوي: “من حق أبنائنا الحصول على بيئة تعليمية آمنة، ومن حق المعلم أن يعمل في مناخ صحي، ولن يتحقق ذلك إلا بتغليظ العقوبات على الطلاب المتجاوزين، ليكونوا عبرة لغيرهم، فكما يُقال من أمن العقاب أساء الأدب”
دعوة لتعاون الأسرة والمدرسة والإعلام
وأضافت الحزاوي أن مواجهة ظاهرة العنف في المدارس تتطلب تعاونًا حقيقيًا بين الأسرة والمدرسة والإعلام، مشيرة إلى أن التربية تبدأ من البيت، حيث يجب أن تتحمل الأسرة مسؤولية أكبر في توجيه ورعاية أبنائها، وليس فقط توفير الاحتياجات المادية.
وأوضحت أن بعض الأسر قد تساهم دون قصد في تعزيز السلوك العنيف لدى أبنائها، سواء من خلال العنف داخل المنزل أو التربية القاسية، مما ينعكس سلبًا على سلوكيات الأطفال في المدرسة.
الإعلام والمدارس شركاء في المسؤولية
ولفتت الحزاوي إلى الدور السلبي لبعض الأعمال الدرامية التي تُبث عبر الشاشات، قائلة: “الإعلام يصور البلطجي كأنه بطل ونجم، مما يساهم في تكوين قدوة خاطئة لدى الطلاب”، كما أشارت إلى تقصير بعض المدارس في توفير الأنشطة الرياضية والثقافية، التي تعتبر وسيلة فعالة لتهذيب السلوك وتعزيز القيم الإيجابية مثل التعاون وضبط النفس، موضحة أن غياب الأخصائيين الاجتماعيين وضعف خطط تعديل السلوك يزيد من تفاقم الأزمة
واختتمت الحزاوي حديثها بدعوة جميع الجهات المعنية للتحرك العاجل، قائلة: “الوقت لم يفت، لكننا نواجه تحديات كبيرة، لذا يجب البدء فورًا باتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاج هذه الظاهرة، من خلال شراكة حقيقية بين الأسرة والمدرسة والإعلام، لتأمين مستقبل أبنائنا التعليمي والنفسي”
اقرأ أيضًا: