أثارت تصريحات رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان جدلًا كبيرًا داخل إسرائيل، حيث اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالموافقة على تسليح جماعات قبلية في قطاع غزة بهدف دعم مجموعات معارضة لحركة حماس وسرقة المساعدات، وفي تدوينة له على منصة “إكس”، أشار ليبرمان إلى أن نتنياهو لم يتعلم من أخطائه السابقة ويكرر نفس السياسات التي أدت إلى الكارثة الأمنية، مضيفًا أن رئيس الوزراء دعم حماس لسنوات رغم التحذيرات الأمنية، والآن يسلح العشائر التي وصفها بأنها مرتبطة بتنظيم داعش في غزة.

من نفس التصنيف: مباحث التموين تضبط 8 أطنان من الدقيق المدعم خلال ملاحقة تجار السوق السوداء
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو ووزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن العام الداخلي (الشاباك) ورئيس هيئة الأركان هم الأطراف الرئيسية في عملية تسليح العصابات في قطاع غزة.
مدى صحة تسليح إسرائيل لجماعات بغزة
شوف كمان: مصر وفرنسا تتعاونان لوقف الحرب على غزة والاستعداد لمؤتمر دولي لحل الدولتين
يقول الباحث في الشأن الإسرائيلي، الدكتور صلاح العواودة، إن حكومة الاحتلال حاولت منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023 إيجاد حلفاء لها في قطاع غزة، وقد بذلت جهودًا مع كافة العشائر ولكن لم تستجب أي عشيرة، ويضيف العواودة أن ما حدث لاحقًا هو ظهور مجموعات منفلتة من قطاع الطرق وناهبي المساعدات، الذين نشطوا في المناطق التي ينتشر فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأبرزها جماعة ياسر أبو شباب.
يوضح الدكتور صلاح العواودة أن ياسر أبو شباب ظهر مع مجموعة مسلحة وبزي عسكري أمريكي في مقطع فيديو تحدث فيه عن تمثيله للشرعية وتقديمه المأوى والغذاء والدواء للنازحين شرق رفح، وتدعي جماعة أبو شباب أنها مسؤولة عن حماية قوافل المساعدات الإنسانية الداخلة إلى غزة، ولكن الاتهامات المتداولة تشير إلى سرقتها ونهبها لبعض تلك المساعدات، مما أثار تساؤلات حول مدى شرعية وجودها وأهدافها الحقيقية.
طبيعة العلاقة بين جماعة أبو شباب وإسرائيل
يقول المحلل السياسي وخبير الشؤون الشرق أوسطية، الدكتور حسن مرهج، إن التقارير المتداولة حول تلقي جماعة ياسر أبو شباب دعمًا عسكريًا مباشرًا من إسرائيل تشير إلى وجود تنسيق “غير معلن” بين هذه الجماعة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، دون تأكيد رسمي من الجانب الإسرائيلي، ويضيف مرهج أن هناك مصادر عدة، منها إسرائيلية، تشير إلى أن جماعة ياسر أبو شباب، التي تضم نحو 100 عنصر، تنشط في جنوب قطاع غزة وتورطت في عمليات نهب منظم لقوافل المساعدات الإنسانية، خاصة في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية شرق رفح.
أفادت تقارير بأن جماعة أبو شباب تعمل بحرية في تلك المناطق، مما يثير تساؤلات حول وجود نوع من الحماية أو التغاضي من قِبل جيش الاحتلال، وفقًا للدكتور حسن مرهج، وتابع مرهج قائلًا إن هناك تقارير ذكرت أن أبو شباب عقد مباحثات هاتفية مع ضباط من جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، بهدف توجيه أنشطته الإجرامية في نهب قوافل المساعدات، وتلقى دعمًا ماليًا وعسكريًا.
أهداف إسرائيل المحتملة من هذا التنسيق
إذا صحت التقارير المتداولة حول تسليح حكومة بنيامين نتنياهو للعصابات في غزة، يرى المحلل السياسي الدكتور حسن مرهج أن إسرائيل قد تسعى من خلال دعم جماعات مثل جماعة أبو شباب إلى تحقيق عدة أهداف، منها إضعاف حركة حماس من خلال خلق قوى محلية منافسة تزعزع سيطرتها على قطاع غزة، وإثارة الفوضى الداخلية مما يبرر التدخلات الإسرائيلية المستمرة ويضعف الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإعادة تشكيل النظام الأمني بإيجاد بدائل محلية لحماس، مثل تسليح العشائر أو الجماعات المسلحة لتولي مسؤوليات أمنية في القطاع.
يختتم الدكتور حسن مرهج حديثه بالقول إنه بينما لا توجد تأكيدات رسمية من الجانب الإسرائيلي حول تقديم دعم عسكري مباشر لجماعة ياسر أبو شباب، تشير التقارير إلى وجود تنسيق غير معلن بين الطرفين، وقد يكون هذا التنسيق جزءًا من استراتيجية إسرائيلية لإعادة تشكيل المشهد الأمني والسياسي في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، ومن جانبه، يقول الباحث في الشأن الإسرائيلي، الدكتور صلاح العواودة، إن حكومة نتنياهو تسعى إلى إقصاء السلطة الفلسطينية من أي دور مستقبلي في قطاع غزة، وتبحث بدلاً من ذلك عن بدائل محلية مثل العصابات المسلحة أو جهات غير رسمية.
يشير العواودة إلى أن إسرائيل تنظر إلى هذه العصابات على أنها خيار مريح لها، إذ تساهم في دعم مجهودها الحربي على الأرض وتخفف من الاحتكاك المباشر مع السكان، مما يمكّن جيش الاحتلال من تقليل التورط في الإدارة اليومية للحياة المدنية، كما يُعفي هذا النهج تل أبيب من أي التزام سياسي تجاه تنفيذ حل الدولتين، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية.