تتوقع مؤسسة S&P Global Commodity Insights تراجع أسعار النفط في الفترة المقبلة إلى مستويات منخفضة، قد تصل إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل، ويرجع ذلك إلى تباطؤ نمو الطلب العالمي وزيادة الإمدادات، خاصة بعد قرار تحالف أوبك+ بتسريع تخفيف التخفيضات الإنتاجية، وفقًا لموقع “اويل آند جاز جورنال”.
مقال له علاقة: أسرة أحمد رفعت تحتفل بذكراه في كفر الشيخ مسقط رأسه
في أحدث تحديث لتوقعات أسواق النفط العالمية قصيرة الأجل، تشير المؤسسة إلى أن الولايات المتحدة، التي كانت المحرك الرئيسي لنمو المعروض النفطي في السنوات الأخيرة، ستتأثر بشكل كبير بفائض الإمدادات، في ظل انخفاض الطلب وزيادة الإنتاج من مصادر أخرى.
تشير التقديرات إلى أن نمو إنتاج الخام العالمي (بما في ذلك المكثفات) سيصل إلى حوالي 2.2 مليون برميل يوميًا خلال النصف الثاني من عام 2025، مقارنة بنمو متوقع في الطلب يبلغ 390 ألف برميل يوميًا فقط، مما يعمق الفجوة بين العرض والطلب.
في الوقت نفسه، يتوقع أن يكون نمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2025 هو الأضعف منذ عام 2001، باستثناء فترات الأزمات الكبرى مثل الأزمة المالية العالمية عام 2008 وجائحة كوفيد-19، حيث من المتوقع أن يبلغ متوسط النمو حوالي 770 ألف برميل يوميًا فقط.
هذا الاختلال بين العرض والطلب دفع S&P إلى خفض تقديراتها للأسعار، مع توقعات بأن يتراوح سعر خام برنت بين منتصف الستينيات وما دون 50 دولارًا، بينما يُرجّح أن يتراوح سعر خام غرب تكساس الوسيط بين 60 و40 دولارًا للبرميل.
قال جيم بوركارد، نائب الرئيس والرئيس العالمي لأبحاث النفط الخام في المؤسسة: “سعر النفط يمر بمرحلة حرجة، قد تخفي ذروة الطلب الموسمي في صيف نصف الكرة الشمالي آثار التراجع مؤقتًا، لكن السوق سيشهد وفرة في المعروض ما لم تتغير اتجاهات الإنتاج”
بحسب التحليل، فإن الولايات المتحدة ستتحمل العبء الأكبر من الضغوط السوقية، نظرًا لطبيعة إنتاج النفط الصخري، الذي يتأثر بشكل أسرع بتقلبات الأسعار مقارنة بإنتاج الدول الأخرى غير الأعضاء في أوبك مثل كندا وغيانا والبرازيل.
في ضوء هذه التطورات، تم خفض توقعات إنتاج الولايات المتحدة لعام 2025 إلى حوالي 13.34 مليون برميل يوميًا، بمعدل نمو سنوي قدره 131 ألف برميل فقط، أي أقل بنحو 122 ألف برميل من التقديرات السابقة.
أما في عام 2026، والذي كان من المتوقع أن يشهد أول تراجع سنوي في الإنتاج منذ نحو عقد باستثناء عام كورونا، فمن المتوقع أن ينخفض متوسط الإنتاج إلى 12.96 مليون برميل يوميًا، أي أقل بـ378 ألف برميل من التقديرات السابقة.
مع انخفاض الأسعار، يُرجح أن يقوم المنتجون الأمريكيون بخفض الإنفاق على عمليات التنقيب والإنتاج لحماية عوائد المساهمين، مما ينعكس في تباطؤ وتيرة الإنتاج بنهاية 2025، ويظهر أثره في عام 2026.
ممكن يعجبك: انهيار مبنى في شارع الترعة البولاقية بشبرا مصر يثير القلق
وفقًا للتحليل، قد ينخفض إنتاج الولايات المتحدة بمقدار 640 ألف برميل يوميًا بحلول نهاية 2026 مقارنة بمستواه في منتصف 2025، ومع ذلك، فإن هذا الانخفاض قد يؤدي إلى إنعاش الأسعار مستقبلًا.