هاجم إمام وخطيب عمر مكرم المطرب أحمد سعد بعد عودته من أداء الحج وإحيائه حفلاً غنائياً في نادي الشمس، وفي السياق نفسه، انتقدت الكاتبة سحر الجعارة الشيخ مظهر شاهين، ووصفت حديثه بأنه محاولة جديدة لتكفير الفنانين ومعاداة الفن المصري.

مواضيع مشابهة: إفطار جماعي مميز لـ 70 ألف مستفيد في يوم عرفة بتنظيم من التضامن الاجتماعي لأول مرة
وأوضحت الجعارة عبر صفحتها على فيسبوك: “هل أحمد سعد رقاصة حتى يتوب؟! أو يقدم أفلامًا خادشة؟ أو يعمل (استغفر الله)؟” مطالبة شاهين ومن وصفتهم بـ«حزب الكراهية» بالتوبة عن “تحريم الفن والتفتيش في الصدور”، وأكدت أن هؤلاء بحاجة إلى التراجع عن تحريم الحنفية والمطبعة، مشيرة إلى أن الفن جزء من قوة مصر الناعمة ولا يجوز المساس به تحت دعاوى دينية
كما انتقدت الجعارة مظهر شاهين قائلة: “كنت في ميدان التحرير وسط بنات سافرات يغنين لمصر، والآن تتحدث عن التوبة وكأنك وصي على الناس”، داعية أحمد سعد للاستمرار في الغناء: “غنّي يا أحمد، نحن نحب صوتك، وأهل المدينة استقبلوا الرسول بالدف والغناء، فلا تلتفت لحزب الكراهية”
في ردٍ على هجوم سحر الجعارة، أكد الشيخ مظهر شاهين أن الاعتراض على الابتذال لا يُعتبر محاربة للفن أو وصاية دينية، بل هو دفاع مشروع عن الذوق العام وقيم المجتمع، وذكر عبر صفحته أن بعض الأصوات التي ارتفعت مؤخرًا تحاول تصوير أي رأي ديني أو أخلاقي على أنه هجوم على الفن أو تقييد للحريات، مع أن الاعتراض لم يكن يومًا على الفن المحترم، بل على ما يمس القيم ويتجاوز حدود الذوق العام.
وأضاف شاهين: “أصبح كلما تحدث شيخ أو عالم عن ظاهرة سلبية أو محتوى مبتذل، نسمع عبارات مثل: (بيكفروا الناس) و(بيفتشوا في الصدور) و(بيحاربوا الفن)، وكأن الدفاع عن القيم أصبح تهمة، والمطالبة بالاحترام رجعية”، وتابع: “كفاكم جعجعة لفظية تتخفى وراء شعارات التنوير، وهي في حقيقتها لا تحترم الرأي الآخر بل تهاجم وتخوّن أي صوت يذكر بالقيم وتفرض وصاية فكرية مضادة”
وفيما يخص ميدان التحرير، أوضح شاهين: “ميدان التحرير، الذي أتشرف أنني كنت وما زلت خطيبه، ليس ساحة للضوضاء أو لتصفية الحسابات مع الدين، بل هو ميدان الكرامة الوطنية، وبناته أرقى من كل الاستعراضات التي تُقدّم باسم الفن، وأعظم من أي أصوات تدّعي الدفاع عن الحرية وهي تمارس الإقصاء”، وأكد أن الرسول استُقبل في المدينة بالأنشودة، لا بالاستعراض، وكان يوجه الناس إلى فن يرتقي بالروح، لا يثير الغرائز ويهدم الذوق العام
واختتم تدوينته قائلاً: “من يملك فنًا حقيقيًا فليقدمه بشرف، ومن يضيق بصوت الدين، فليس من حقه أن يصادره، مضيفًا: “دفاعنا عن القيم ليس تطرفًا، لكن الجعجعة الفكرية المتزايدة هي التي تحتاج إلى مراجعة حقيقية”
وفي سياق متصل، تضامن الطبيب والكاتب خالد منتصر مع الكاتبة سحر الجعارة، قائلاً: “الفن ليس إثمًا ولا خطيئة ولا نجسًا حتى نتوب عنه يا شيخ مظهر، هذا هو المبدأ الذي دافعت عنه كاتبة مستنيرة صاحبة قلم مناصر للفن والحياة والجمال، سحر الجعارة لم تكن تدافع عن الفنان أحمد سعد، لكنها كانت تدافع عن الفن ضد هجمة التتار عليه، المشايخ يريدون تسكين الفنان في خانة الإحساس بالذنب والخطيئة”
وأضاف منتصر: “الفنان مثل أي إنسان مصري ليس لديه جهاز مناعة ثقافي قوي ضد تلك المحاولات التكفيرية للفن، هذا الهجوم على سحر غرضه كسر قلمها، لكني أعرف سحر جيدًا، مقاتلة شرسة في كتيبة التنوير، كنت أربأ بك يا شيخ مظهر أن تشارك في هذه الهجمة وقد كانت لك آراء جيدة من قبل، التنوير ليس بالقطاعي يا شيخنا الفاضل، التنوير باكيدج فكري، يغلفه من جميع جوانبه حق وفريضة السؤال”
وتابع: “كل شيء مطروح على طاولة تشريح علامات الاستفهام، المشايخ يكرهون الفن لأنه ينافس الدين على جزء الوجدان، وهم مرعوبون من أن يسحب الفن البساط من تحت أقدامهم ويفقدون سطوتهم على هذا الوجدان الجمعي، تحية للصديقة سحر الجعارة، دمت لنا رقمًا مهمًا في معادلة التغيير، وسلاحًا ماضيًا في معركة التنوير”
مقال له علاقة: اختيار المدرسة المناسبة لابنك.. دليل شامل للآباء العرب في عالم التعليم
وفي خطوة لافتة، أعلن أحمد مهران المحامي التطوع بالدفاع عن الكاتبة سحر الجعارة، بينما أعلنت الجعارة عبر صفحتها عن تقدمها ببلاغ ضد الشيخ مظهر شاهين، قائلة: “نتقابل في المحكمة وأعرفك أنا بجيب حقي إزاي يا شيخ مظهر”