هل يهدد نيمبوس بظهور موجة جديدة من كورونا؟ المخاوف تتصاعد

عاد فيروس كورونا إلى واجهة الأخبار الصحية العالمية بعد ظهور متحور جديد يُعرف باسم “نيمبوس – NB.1.8.1″، مما أثار مخاوف من احتمالية حدوث موجة جديدة من الإصابات في مختلف أنحاء العالم، وفي هذا السياق، أكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بكوفيد-19 على مستوى العالم، وخاصة في إقليم شرق المتوسط، حيث أوضحت أن هذا الارتفاع ليس غير متوقع، بل يتماشى مع الأنماط الموسمية التي شهدتها السنوات السابقة.

هل يهدد نيمبوس بظهور موجة جديدة من كورونا؟ المخاوف تتصاعد
هل يهدد نيمبوس بظهور موجة جديدة من كورونا؟ المخاوف تتصاعد

كما أكدت المنظمة أن متحور “نيمبوس – NB.1.8.1″، الذي تم اكتشافه لأول مرة في يناير وتم تصنيفه في مايو كمتحور “تحت المراقبة”، هو السبب الرئيسي وراء هذه الزيادة، لكنها شددت على أنه لا يشكل في الوقت الحالي مخاطر صحية إضافية مقارنة بمتحورات أوميكرون الأخرى.

ورغم ذلك، اعتبرت المنظمة أن مستوى الخطر العالمي المرتبط بكوفيد-19 لا يزال مرتفعًا، مما يستدعي من الدول الاستمرار في مراقبة الوضع والإبلاغ عنه دون الحاجة إلى فرض قيود على السفر أو التجارة في هذه المرحلة.

من جانبه، أوضح الدكتور مصطفى محمدي، مدير عام مراكز التطعيمات بالمصل واللقاح، أن المتحور الجديد يشكل حوالي 10.7% من الإصابات على مستوى العالم، مما يعكس تسارع انتشاره، وأشار إلى أن “نيمبوس” مسؤول عن زيادة ملحوظة في الإصابات في دول مثل الصين وسنغافورة، وقد دفعت تلك الزيادة السلطات الإيطالية إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية بعد تسجيل أول إصابة مؤكدة به.

وشدد على أن الأدلة المتاحة تشير إلى أن المتحور الجديد يتمتع بقدرة على الانتشار بسرعة أكبر مقارنة بالسلالات الأخرى، ومع ذلك، لم تسجل منظمة الصحة العالمية حتى الآن أي مؤشرات تدل على زيادة في شدة الإصابات الناتجة عنه.

وبيّن “محمدي” أن الأعراض التي يسببها “نيمبوس” تتشابه بشكل كبير مع المتغيرات الفرعية السابقة من سلالة أوميكرون، وتشمل التعب، الحمى، آلام العضلات، التهاب الحلق، وصعوبات في التنفس، وقد تظهر في بعض الحالات أعراض إضافية مثل الصداع، فقدان الشهية، ومشاكل في الجهاز الهضمي.

موقف اللقاحات من المتحور الجديد يعتبر من النقاط المهمة، حيث قال الدكتور ضرار بلعاوي، مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، إن المتحور الجديد يتمتع بقدرة أكبر على إصابة الخلايا البشرية، ويظهر مرونة أكبر في تجنب المناعة المكتسبة من اللقاحات أو العدوى السابقة.

وأضاف بلعاوي أن البيانات تشير إلى أن “نيمبوس” لا يسبب أعراضًا أشد من متحورات أوميكرون السابقة، لكنه يثير قلقًا خاصًا نظرًا لتأثيره المحتمل على الفئات الأكثر هشاشة مثل كبار السن ومرضى نقص المناعة، وبحسب بلعاوي، فإن معدل الإصابات في المملكة المتحدة ارتفع بنسبة 97% مقارنة بشهر مارس، مما يعد مؤشرًا على موجة محتملة هذا الصيف، خاصة مع تزايد التجمعات الصيفية وتراجع المناعة المجتمعية بسبب مرور الوقت على حملات التطعيم.

وشدد بلعاوي على ضرورة تعزيز حملات التطعيم، خاصة للفئات الأكثر عرضة، مشيرًا إلى أن الجرعات المعززة الحديثة تقلل احتمالية دخول المستشفى بنسبة تقارب 45%، كما دعا إلى توسيع نطاق الفحوصات في ظل تراجعها عالميًا بعد انحسار الجائحة.