قفزت أسعار النفط بنسبة تصل إلى 13% عقب شن إسرائيل سلسلة من الضربات العسكرية ضد أهداف في إيران، مما أثار قلقاً من احتمال اندلاع مواجهات جديدة في منطقة تُنتج ثلث الإمدادات العالمية من الخام، وفقًا لتقارير “اقتصاد الشرق مع بلومبيرج”.

مقال له علاقة: أسعار الذهب في البورصة المصرية بتاريخ 2 يونيو 2025: تحديثات هامة ومعلومات مفيدة
ارتفع خام “برنت” متجاوزًا 78 دولارًا للبرميل، محققًا أكبر مكاسب يومية منذ مارس 2022 عندما بدأت روسيا حربها على أوكرانيا، كما شهد خام “غرب تكساس” الوسيط ارتفاعًا ملحوظًا.
وكان الذهب من بين المستفيدين، حيث تدفق المستثمرون نحو الملاذات الآمنة، مما أدى إلى ارتفاع سعر المعدن النفيس بنسبة تصل إلى 1.7% ليقترب من مستويات قياسية.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الضربات استهدفت برنامج إيران النووي وقدراتها العسكرية، وأكد أن هذه العمليات ستستمر “حتى يتم إزالة هذا التهديد”.
من جانبها، تعهدت إيران بالرد “بشدة”، حيث أشار المرشد علي خامنئي إلى مقتل عدة قادة وعلماء في الهجمات، وأفادت التقارير بظهور دخان قرب مصفاة تبريز.
علق وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في “آي إني جي غروب”، قائلاً: “لقد عدنا إلى بيئة من عدم اليقين الجيوسياسي المتصاعد، مما يترك سوق النفط في حالة تأهب قصوى، ويدفعها لتسعير علاوة مخاطر أعلى لأي تعطل محتمل في الإمدادات”
مؤشرات السوق تعكس مخاوف الإمدادات
قفزة النفط السريعة عوضت خسائر العام حتى الآن التي نتجت عن التوترات التجارية العالمية وقرار “أوبك+” بإعادة تشغيل طاقة معطلة بوتيرة أسرع من المتوقع.
هذا الأسبوع، حذر “جيه بي مورغان تشيس” من أن الأسعار قد تصل إلى 130 دولارًا للبرميل في أسوأ السيناريوهات في الشرق الأوسط.
وفي مؤشر على المخاوف من شح الإمدادات في الأجل القريب، تعمقت الفجوة الزمنية الفورية لعقود “برنت” (الفرق بين أقرب عقدين آجلين) في حالة “باكورديشن”، وبلغ الفارق 2.08 دولار للبرميل، ارتفاعًا من 92 سنتًا يوم الخميس.
كما قفز الفارق بين عقد ديسمبر المقبل ونظيره لعام 2026 إلى أكثر من 2.35 دولار، من 50 سنتًا في وقت سابق، وشهدت تقلبات خيارات النفط ارتفاعًا إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات.
ضربات إسرائيل تهدد محادثات النووي
كان من المقرر أن تعقد الولايات المتحدة وإيران الجولة السادسة من المحادثات النووية في عُمان يوم الأحد، لكن مصير هذه المحادثات بات غير واضح بعد الضربات الإسرائيلية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد صرّح في الأيام الماضية بأنه أقل ثقة في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران للحد من طموحاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات.
أوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات.
في وقت سابق هذا الأسبوع، أمرت واشنطن بعض موظفيها بمغادرة سفارتها في بغداد، بعد أن هددت طهران بضرب أصول أميركية في المنطقة في حال تعرضت لهجوم، كما أعلنت وزارة الخارجية أن موظفي الحكومة الأميركية وعائلاتهم في إسرائيل مُنعوا من السفر خارج المدن.
من جهة أخرى، قد يؤدي أي ارتفاع مستدام في تكاليف الطاقة إلى زيادة التضخم العالمي، مما يزيد من تعقيد مهام البنوك المركزية التي تواجه بالفعل تداعيات الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة.
من نفس التصنيف: أسعار السلع الأساسية اليوم في الأسواق مع ارتفاع السكر والدقيق على موقعنا الرسمي
مخاوف من إغلاق مضيق “هرمز”
رغم أن القلق الرئيسي في السوق يتمثل في احتمال تعطل إمدادات الخام مع تصاعد المواجهات، إلا أن لدى “أوبك+” طاقة فائضة كبيرة يمكن تفعيلها.
قال موكيش ساهدف، رئيس أسواق السلع والنفط في “رايستاد إنرجي إيه إس”: “لطاقة “أوبك+” الفائضة القدرة على تعويض أي فقدان في إنتاج إيران”، لكنه أضاف أن الرد الانتقامي المحتمل من طهران، بما في ذلك احتمال إغلاق مضيق “هرمز”، قد يجعل استخدام هذه الطاقة الفائضة أمرًا صعبًا
يُعد المضيق ممرًا مائيًا ضيقًا عند مدخل الخليج العربي، ويمر عبره نحو ربع تجارة النفط العالمية.
وعلى مر السنين، استهدفت إيران سفن الشحن التجاري التي تمر عبر هذا الممر الحيوي، وسبق أن هددت بإغلاقه.
قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في “فيليب نوفا بي تي إي” في سنغافورة: “سيُختبر إقبال المستثمرين في سوق النفط اليوم، مع تقلبات هائلة وحالة من عدم اليقين”، وأضافت أن تفاقم الصراع يزيد من مخاطر تعطل الإمدادات، وانتقال العدوى إلى الأسواق الأخرى