تامر إسماعيل أسطورة منتخب مصر لكرة الصالات يتحدث لنبأ العرب عن تجاربه كأفضل لاعب في إفريقيا مرتين
“تامر إسماعيل هو أحد أعظم اللاعبين في تاريخ مصر، بل وأحد أفضل اللاعبين الذين شهدتهم في حياتي”، بهذه الكلمات وصف محمود عبد الحكيم، نجم النادي المصري البورسعيدي وبتروجيت السابق، قائد منتخب مصر السابق لكرة الصالات، الذي أصبح قدوة للكثير من عشاق هذه اللعبة.
شوف كمان: أبو تريكة والخطيب يتألقان في 10 صور خلال تقديم تريزيجيه كأحدث لاعب في الأهلي
تتمتع لعبة كرة القدم للصالات بشعبية كبيرة في مصر، حيث تعتمد بشكل كبير على المهارات الفردية العالية لكل لاعب، وهو ما يجذب المصريين ويبحثون عنه، ولكن في الوقت نفسه، يفتقر الكثيرون إلى المعرفة حول هذه اللعبة وأبرز نجومها عبر التاريخ في مصر.
أسفرت الملاعب المغطاة وملاعب كرة القدم الخماسية عن ظهور أساطير ونجوم في كرة الصالات، ومن أبرز هؤلاء النجوم تامر إسماعيل، قائد المنتخب الوطني السابق.
موقع نبأ العرب أجرى حوارًا مطولًا مع أسطورة كرة القدم داخل الصالات في مصر، حيث تحدث عن بداياته في عالم كرة القدم، وأبرز المحطات في مسيرته، بالإضافة إلى أهم البطولات والجوائز الفردية التي حققها طوال مشواره.
وجاء نص الحوار كالتالي:
كيف كانت بدايتك في كرة القدم؟
مارست كرة القدم منذ طفولتي، حيث كنت أحرص على المشاركة في الدورات الرمضانية باستمرار، وبدأت اللعب بالأندية في سن العاشرة عندما انضمت إلى قطاع الناشئين بنادي الزمالك، حيث قضيت هناك خمس سنوات، ثم انتقلت عن النادي في سن الخامسة عشرة بعد إلغاء بعض مسابقات المراحل السنية التي كنت أشارك فيها.
تدربت تحت إشراف عدد من المدربين في قطاع الناشئين بنادي الزمالك، مثل الكابتن هلال، الكابتن أحمد أبو حسين، والكابتن عثمان السيسي.
كيف انتقلت للعب كرة القدم للصالات؟
أثناء مشاركتي في إحدى الدورات الرمضانية بالنادي الأهلي، كان هناك بعض المسؤولين، أبرزهم الكابتن ميمي عبد الحميد، الذي كان يتابع اللاعبين لتكوين منتخب مصر لكرة الصالات، وكان الهدف جمع أفضل اللاعبين للمشاركة في أول بطولة أفريقية، حيث لم يكن هناك منتخب يمثل مصر في هذه اللعبة وقتها.
كيف كان الاستعداد لأول بطولة أفريقيا لكرة الصالات؟
أقيمت أول بطولة أفريقية لكرة القدم للصالات في عام 1996 بمصر، وكان أغلب لاعبي المنتخب قد شاركوا في الدورات الرمضانية، وشهدت هذه النسخة تواجد عدد من نجوم كرة القدم المصرية مثل طاهر أبو زيد، أيمن يونس وطارق يحيى.
تضمنت النسخة الأولى من بطولة أمم أفريقيا لكرة الصالات 8 منتخبات، بما في ذلك منتخب غانا الذي كان يضم لاعب النادي الأهلي آنذاك أحمد فيلكس.
لم نكن نعرف شيئًا عن كرة الصالات وقوانينها، حيث تعلمنا القوانين قبل يوم واحد فقط من بداية البطولة الأفريقية، من خلال الاستعانة بأحد خبراء التحكيم، خاصة وأن جميع اللاعبين كانوا يمارسون الكرة الخماسية بالطريقة المعتادة في الدورات المختلفة بكافة أحياء القاهرة.
ما هي تفاصيل الكرة التي يتم لعب كرة القدم بها داخل الصالات؟
تستخدم كرة مقاس 4 في لعبة كرة الصالات، وهي تختلف تمامًا عن الكرة المستخدمة في الملاعب الكبيرة، حيث تتمتع بوزن أثقل، مما يجعل تصويبها صعبًا، وقد كانت هذه التجربة جديدة علينا، خاصة أننا لم نتجمع سوى قبل أسبوع من انطلاق بطولة أفريقيا ولم نقم بمعسكر إعداد مسبق.
ماذا قدم منتخب مصر لكرة الصالات في النسخة الأولى من بطولة أفريقيا للصالات؟
على الرغم من عدم امتلاكنا للمقومات اللازمة للعب كرة الصالات، إلا أننا نجحنا في التتويج بالنسخة الأولى من بطولة أفريقيا عام 1996، مما أهلنا للصعود إلى كأس العالم للأندية في إسبانيا، حيث كان يصعد صاحب المركز الأول فقط في ذلك الوقت، بينما الآن يتأهل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى.
ما هو قانون كرة الصالات؟
تتطلب كرة الصالات وقتًا محددًا لكل حركة، مثل تنفيذ رمية التماس، حيث يجب أن تستغرق 4 ثوانٍ وتلعب بالقدم فقط، بينما مدة المباراة تصل إلى 20 دقيقة “ملعوبة”، دون احتساب فترة التوقف داخل المباراة، حيث يتوقف الوقت عند احتساب أي مخالفة أو خروج للكرة، مما يجعلها تشبه كرة السلة.
الألقاب التي حصلت عليها في كرة الصالات
حصلت على بطولتين مع منتخب مصر لكرة الصالات، الأولى كانت بطولة أمم أفريقيا 1996، والثانية كانت البطولة العربية، بالإضافة إلى ثلاثة ألقاب في الدوري المصري لكرة الصالات مع أندية مثل “مصر للطيران، الإسماعيلي، واتحاد الشرطة”.
بعد التتويج ببطولة أفريقيا لكرة الصالات عام 1996، تم تنظيم دوري للعبة في مصر برعاية شركة مصر للطيران، وشارك فيه العديد من الأندية الكبيرة مثل “الإسماعيلي، المصري، الأوليمبي، الاتحاد السكندري، والمقاولون العرب”، ونجحت في التتويج باللقب في النسخة الأولى رفقة فريق مصر للطيران.
وفي النسخة الثانية للدوري المصري، التي نظمت تحت رعاية الاتحاد المصري، توجت باللقب أيضًا مع الإسماعيلي، وفي الموسم التالي حققت اللقب مع نادي اتحاد الشرطة.
من هم أبرز اللاعبين الذين لعبت بجوارهم في كرة الصالات؟
لعبت مع عدد من النجوم الكبار في كرة الصالات المصرية، مثل محمود عبد الحكيم، سيد عبد النعيم، وجهاد عرفة، الذي يُعتبر من أفضل اللاعبين المصريين في تاريخ اللعبة.
يعتبر محمود عبد الحكيم أحد أساطير كرة الصالات، بينما كان سيد عبد النعيم يمتلك مهارات وقدرات هائلة في هذه اللعبة.
واجهت أيضًا العديد من أساطير كرة الصالات العالمية، مثل فالكاو لاعب منتخب البرازيل وزميله مانويل، الذي كان أفضل لاعب في العالم حينها، بالإضافة إلى نجم المغرب عبد الإله نعيم، الذي كان محترفًا في الدوري الإسباني.
مقال مقترح: إصابة إمام عاشور تؤثر على الأهلي وتبعده عن المونديال بشكل رسمي
أما لاعبو المنتخب الوطني في ذلك الوقت، فقد كانوا يمتلكون إمكانيات تعادل ما كان يتمتع به لاعبو البرازيل المعروفون بأفضلهم في العالم من حيث المهارة والقدرات الفنية.
تدربت أيضًا تحت قيادة عدد من المدربين الأكفاء، مثل الكابتن محمد علي، المدير الفني السابق لمنتخب مصر، الذي تولى أيضًا قيادة منتخبي السعودية وقطر.
رحلتك في كرة القدم بالملاعب الكبيرة
الجميع يعرفني من خلال كرة الصالات فقط، لكنني أيضًا لعبت مع عدد من الأندية في دوري الدرجة الثانية المصري “الممتاز ب”، وأعتقد أنني كنت أفضل في الملاعب الكبيرة، فكل من يلعب كرة الصالات يمكنه بسهولة اللعب في الملاعب الكبيرة، لكن ليس كل من يلعب كرة القدم في الملاعب الكبيرة يمكنه ممارسة كرة الصالات.
بدأت في صفوف قطاع الناشئين بنادي الزمالك، وبعد مغادرتي النادي في سن الخامسة عشرة، انتقلت إلى طلائع حرب وتم تصعيدي إلى الفريق الأول في سن الثامنة عشر، واستمررت معهم حتى سن الثانية والعشرين، قبل الانتقال إلى نادي الصيد، ثم إلى نادي المعادن تحت قيادة الكابتن ربيع ياسين، حيث قضيت هناك حوالي أربع سنوات قبل اعتزالي كرة القدم.
أحد الأسباب التي أدت إلى عدم استمراري في كرة القدم الكبيرة هو عدم حبي للتدريبات، حيث كنت أفضّل اللعب فقط دون التركيز على فترات الإعداد والتدريبات الخاصة باللياقة البدنية.
ما هو الفارق بين لاعبي كرة القدم للصالات في الوقت الحالي والسابق؟
يتجه لاعبو المنتخب المصري لكرة الصالات حاليًا للاحتراف في الدوريات العربية والخليجية، بسبب عدم انتظام المسابقة المحلية في مصر، لكنهم لا يمتلكون نفس القدرات الفنية والمهارية التي كان يتمتع بها لاعبو الجيل السابق.
خلال فترة ممارستي لكرة الصالات، لم يكن هناك دوريات خليجية، وكانت تُمارس لمجرد الترفيه، لكن جميع دول الخليج بدأت تنظر إلى هذه اللعبة بعد تألق منتخب مصر منذ منتصف التسعينات.
الجوائز الفردية التي حصلت عليها
حصلت على العديد من الجوائز الفردية طوال مسيرتي في كرة القدم داخل الصالات، منها جائزة أفضل لاعب في أفريقيا مرتين، وتم تكريمي في حفل جوائز الاتحاد الأفريقي بجوهانسبرج، حيث كان يتواجد أيضًا سيد عبد الحفيظ، عبد الحميد بسيوني وعصام الحضري، الذين تنافسوا على بعض الجوائز.
على الصعيد المحلي، حصلت على جائزة أفضل لاعب في مصر ثلاث سنوات متتالية، بالإضافة إلى جائزة أفضل لاعب في البطولة العربية.
الفارق بين المقابل المادي خلال فترة لعبك والآن
لم يكن هناك أي مقابل مادي يذكر خلال فترة ممارستي كرة الصالات، فعقب التتويج بلقب أمم أفريقيا، حصلت على مكافأة تصل إلى 2500 جنيه فقط، ولم أحصل عليها كاملة بسبب خصم الضرائب، لكن حاليًا يحصل اللاعبون على مقابل مادي مناسب، حيث يتقاضى اللاعبون في التدريبات بدل إقامة، ومبلغ يصل إلى 7000 جنيه مع منتخب مصر.
رغم ارتفاع المقابل المادي الذي يحصل عليه لاعبو كرة القدم للصالات في مصر، إلا أنهم لا يزالون يتقاضون مبالغ لا تقارن بما يحصل عليه لاعب دوري الدرجة الرابعة في مصر، وليس حتى دوري ممتاز أو دوري ممتاز ب.
دور الأهلي والزمالك في كرة الصالات
غياب الأهلي والزمالك عن الدوري المصري لكرة الصالات وعدم حرصهم على المشاركة في البطولات ساهم في إضعاف الدوري، وإذا شاركوا في المسابقة، سيكون لهم دور كبير في ارتقاء اللعبة، كما حدث في دوري الكرة النسائية مؤخرًا.
أبرز محطاتك عقب اعتزال لعبة كرة الصالات
بعد الاعتزال، اتجهت إلى التدريب في الدوري القطري لكرة الصالات، حيث توليت قيادة فريق السد القطري، ورغم أن أغلب عناصر الفريق كانوا من اللاعبين المحليين وسط محترفين في أندية أخرى، إلا أننا احتلنا المركز الثاني بالدوري القطري، قبل أن أتولى منصب مدير منتخب مصر لكرة الصالات.
كيف كانت فترة تواجدك كمدير لمنتخب مصر؟
خلال فترة تواجدي كمدير للمنتخب، حرصت على منح كافة لاعبي الدوري المصري الفرصة، لذا أرسلت خطابات رسمية للأندية وطالبت بعمل تجمع لكافة اللاعبين، حتى يتمكن المدير الفني من اختيار أفضل العناصر وتكوين قائمة قوية للمنتخب الوطني قبل المشاركة في كأس العالم 2021 بليتوانيا.
على الرغم مما قدمناه مع المنتخب، إلا أن جمال علام، رئيس الاتحاد في ذلك الوقت، قرر إقالة الجهاز الفني للمنتخب بشكل كامل بعد انتهاء كأس العالم مباشرة، بعد رحيل أحمد مجاهد عن اتحاد الكرة الذي كان يسعى لوضع خطة طويلة الأمد للنهوض بكرة الصالات في مصر.
بعد قرار إقالتنا، تواصلنا مع جمال علام، وأخبرنا أنه منح إشراف اللعبة للكابتن حازم إمام، وعندما تواصلت مع حازم إمام أكد لي أنه لا يعلم شيئًا عن هذا الأمر.