ساعة واحدة غيرت مصير عامل.. قصة نجاته من الموت بفضل ترزي في حادث حدائق القبة

قبل دقائق من الكارثة، كان “عادل” يجلس في محل “رمزي عطية مصطفى”، وهو شاب في الـ33 من عمره يعمل ترزيًا، وقد اعتاد أن يبدأ يوم الجمعة بالحديث عن أحوال الدنيا مع صديقه، جلسا معًا يتبادلان الكلام، قبل أن يضطر “عادل” لمغادرة المحل لقضاء مشوار لم يكن يعلم أنه سيفصل بينهما إلى الأبد.

ساعة واحدة غيرت مصير عامل.. قصة نجاته من الموت بفضل ترزي في حادث حدائق القبة
ساعة واحدة غيرت مصير عامل.. قصة نجاته من الموت بفضل ترزي في حادث حدائق القبة

تُرك “رمزي” وحده داخل محله حين تساقط الركام فجأة، وانهار كل شيء في لحظة، واختفى المحل أسفل حطام ثلاثة عقارات، اثنان منهما سقطا بالكامل، والثالث تضرر جزئيًا، لترتفع سحابة تراب فوق الشارع، وتعلو معها الصرخات.

العقاران المنهاران كانا مكوّنين من أربعة طوابق، تحوّلا في لحظات إلى كتل من الحطام ابتلعت كل ما في طريقها، حتى امتد الانهيار ليطال جزءًا من عقار ثالث مجاور.

مع أول صوت للسقوط، هرع السكان إلى الخارج، بعضهم حافي القدمين، والبعض لم يسعفه الوقت، بينما تسلّلت فرق الإنقاذ بين الأنقاض تسابق الزمن، في محيط المشهد، اصطفّت سيارات الإسعاف على أهبة الاستعداد، وعلى الجهة المقابلة انتشرت سيارات الإطفاء تحسّبًا لأي طارئ جديد في هذا المشهد الذي بدا وكأنه من لقطات الزلازل.

تحوّل شارع أبو سيف إلى ساحة إنقاذ، وخلية عمل لا تهدأ، رجال الحماية المدنية شقّوا طريقهم وسط الأنقاض، وأصوات استغاثة من تحت الركام تقطع سكون المشهد.

“رمزي كان لسه بيشتغل.. اتحاصر جوا مكانه بالساعات، لحد ما طلعوه ومات بعدها بلحظات”، هكذا أكمل عادل روايته وهو يشير ناحية الركام.

مصدر أمني أكد أن الحادث أسفر عن وفاة 3 أشخاص، بينهم “رمزي”، وإصابة 8 آخرين، بينهم 3 من رجال الحماية المدنية تعرّضوا للاختناق أثناء عمليات الإنقاذ.

وأسفر الحادث عن وفاة كل من: رمزي عطية مصطفى، ترزي يبلغ من العمر 33 عامًا، وكريم أحمد عبد الحميد، 34 عامًا، بالإضافة إلى متوفى ثالث لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى متأثرًا بإصاباته

كما أُصيب في الحادث كل من: ليلى أحمد عبد العال، ونجلها يونس كريم أحمد، البالغ من العمر 3 سنوات، ونوني عباس علي إسماعيل، وسيدة محمد السيد، وأحمد محمد الليثي، ومحمد المرشدي، بالإضافة إلى مصابين آخرين جارٍ تحديد هويتهما

الجثث نُقلت إلى مشرحة مستشفى البكري والزيتون التخصصي، بينما تواصلت جهود الإنقاذ وسط حذر شديد.