شهد قطاع الرعاية الصحية في القارة الأفريقية تحولًا نوعيًا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث انطلقت النسخة الرابعة من مؤتمر صحة أفريقيا برعاية المركز الأفريقي للتحكم في الأمراض والوكالة الأفريقية للتنمية، مما يعكس النجاح الكبير للمؤتمر والزخم الذي اكتسبته المادة العلمية المقدمة، والتي تناولت المشاكل الحقيقية في القارة وطرحت الحلول العملية لها.

مواضيع مشابهة: القوات الروسية تستهدف مصانع الطائرات المسيرة في أوكرانيا بعمليات دقيقة
تتولى الجمعية المصرية الطبية، برئاسة الدكتور عادل عدوي، مسؤولية إعداد البرنامج العلمي للمؤتمر، حيث اجتمع هذا العام نخبة من الأساتذة والعلماء المصريين للمرة الرابعة، لتقديم المزيد من الحلول لمشاكل القطاع الصحي في أفريقيا، وركز المؤتمر هذا العام على الانتقال من مجرد استعراض التحديات إلى “العمل الاستراتيجي” لتحقيق “نتائج واقعية” تحسن حياة المجتمعات الأفريقية بشكل مباشر.
ممكن يعجبك: افتتاح مشاريع تعليمية وصحية جديدة في جامعة بنها باستثمار يصل إلى 2.35 مليار جنيه
أوضح الدكتور عادل عدوي أن الأرقام تشير إلى حجم التحديات، حيث تُقدر منظمة الصحة العالمية أن نصف المستشفيات فقط في أفريقيا “جنوب الصحراء” لديها وصول ثابت للكهرباء، وأن 25,000 منشأة صحية تعمل دون كهرباء على الإطلاق، كما أن غياب التعاون الفعال أدى إلى هدر في الموارد يُقدر بـ 2.4 تريليون دولار سنويًا، ويسعى المؤتمر لمعالجة هذه القضايا من خلال حلول عملية ونماذج تدخل مثبتة، وتفعيل شراكات حقيقية لتحويل الالتزامات إلى واقع ملموس.
من أبرز الحلول المقترحة خلال المؤتمر تأسيس “خريطة صحية ذكية شاملة” على مستوى القارة، تهدف إلى توفير صورة متكاملة وفورية للاحتياجات الصحية والموارد المتاحة، وتمكين متخذي القرار من اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة، كما يؤكد المؤتمر على أهمية دمج الجمعيات الطبية الأفريقية في رسم هذه الخريطة لضمان نتائج قابلة للتطبيق.
ركز المؤتمر على مجالات مترابطة أساسية، منها دعم الرعاية الصحية الأولية، ودمج التكنولوجيا، وتمكين الكوادر الصحية، وإنشاء مراكز تميز إقليمية، وتعزيز التعاون الإقليمي، وتوحيد التشريعات الدوائية، والاستثمار في رأس المال البشري، ولضمان تحويل الوعود إلى أفعال، تضمن المؤتمر ورش عمل عملية، وسهل شراكات مثمرة، مع التركيز على التعاون بين المؤسسات والدول الأفريقية وإشراك صانعي القرار والمنفذين من جميع أنحاء القارة.
يهدف مؤتمر صحة أفريقيا في نسخته الرابعة إلى أن يكون نقطة تحول حقيقية، تؤسس لانتقال جماعي حاسم من مرحلة التطلعات إلى العمل المؤثر بقيادة أفريقية وشراكة حقيقية، بما يضمن مستقبلًا صحيًا أفضل للقارة السمراء.