أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منشور على موقع “تروث سوشيال”، بعد أيام من إصداره قرار قصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية، عن إمكانية استمرار الصين في شراء النفط الإيراني، مع أمل أن تشتري كميات كبيرة من الولايات المتحدة أيضًا، مما أثار العديد من التساؤلات حول مغزى هذا التصريح وتأثيره على أسواق النفط العالمية.
مقال مقترح: سعر الذهب يرتفع 132 جنيهًا مع اقتراب نهاية التعاملات المسائية
رجح حسام عرفات، أستاذ هندسة البترول والطاقة، في حديثه مع “نبأ العرب”، أن تصريح ترامب بشأن السماح للصين بشراء النفط الإيراني قد يحمل دلالة على إمكانية رفع العقوبات المفروضة على إيران، مما يعني زيادة المعروض العالمي من النفط، وبالتالي انخفاض الأسعار خلال الفترة القادمة.
وأوضح عرفات أن إيران كانت تصدر نفطها بطرق غير مباشرة عبر وسطاء، خاصة من خلال الإمارات، حيث لجأت إلى أساليب مثل تغيير بلد المنشأ أو استخدام حاويات تابعة لدول أخرى لتجاوز العقوبات، مما كان يضطرها للبيع بأسعار أقل من السوق العالمية.
ممكن يعجبك: أسعار الذهب ترتفع في مصر مع انطلاق تعاملات الثلاثاء
وأشار عرفات إلى أن التحول نحو تصدير النفط بشكل رسمي ومباشر كما يشير إليه تصريح ترامب يعني أن إيران ستتمكن من بيع نفطها بالأسعار العالمية دون قيود، مما سيضع ضغوطًا إضافية على الدول الأخرى المنتجة للنفط، خاصة الأعضاء في منظمة أوبك، الذين قد يُطلب منهم خفض إنتاجهم لإفساح المجال أمام عودة إيران الرسمية إلى السوق.
كما أشار عرفات إلى أن دخول إيران رسميًا ضمن منظمة أوبك سيؤدي إلى إعادة توزيع حصص الإنتاج بين الدول الأعضاء، مما قد يؤثر سلبًا على حصص دول الخليج، كما ستتضرر الإمارات أيضًا من توقف العمولات الناتجة عن تمرير النفط الإيراني عبر أراضيها.
وأكد عرفات أن المستفيد الأكبر من هذا التحول المحتمل هو إيران، التي ستحقق ثلاثة مكاسب رئيسية، أولًا، البيع بالسعر العالمي والتخلي عن البيع بأسعار أقل بسبب عدم شرعية البيع، وثانيًا، التخلي عن الحاجة إلى طرق التحايل وخسارة العمولات للوسطاء، وثالثًا، استعادة موضعها الرسمي داخل أوبك مما يضمن لها حصة إنتاجية واضحة.
وأوضح عرفات أن التصريح الأمريكي، إذا تم ترجمته إلى إجراءات فعلية ودخل حيز التنفيذ، سيجبر منظمة أوبك على الاجتماع لمناقشة الأمر والبحث في تداعياته.
يمثل النفط الإيراني نحو 13.6% من مشتريات الصين من النفط هذا العام، حيث توفر البراميل المخفضة السعر شريان حياة للمصافي المستقلة التي تواجه ضغوطًا في هوامش الربح، بينما يمثل النفط الأمريكي 2% فقط من واردات الصين، كما أن الرسوم الجمركية التي فرضتها بكين بنسبة 10% على النفط الأمريكي تُثنيها عن شراء المزيد من النفط، وفقًا لوكالة “رويترز”.