الشرقية – ياسمين عزت:

مقال مقترح: خطة البترول لضمان تلبية احتياجات مصر من الغاز والمازوت بفعالية
على ناصية شارع رئيسي في بلبيس، تقف إسراء، فتاة عشرينية، تحرّك الزلابية في الزيت الساخن بخفة وحرفية، تزينها بالنوتيلا والمكسرات، وتبتكر نكهات جديدة تُرضي أذواق الزبائن، فهي لا تبيع حلوى فحسب، بل تسرد عبر كل قطعة قصة كفاح بدأت باليُتم وانطلقت من ركام الوحدة نحو حلمٍ تحمله في يدٍ وتحميه بالأخرى.
نشأت إسراء في بيئة أسرية مفككة، ورغم أن والديها على قيد الحياة إلا أن انفصالهما تركها وشقيقتها دون مأوى دافئ، تولى جدها لأمها، المعروف في الحي باسم “شيكو”، تربيتها واحتضنها كابنته، وعلّمها صنعة الزلابية وبلح الشام ولقمة القاضي، وكان الجد بالنسبة لها أكثر من معلم، بل الأب والسند والمعنى الحقيقي للأسرة، وبعد وفاته، ورثت عنه الصنعة، والإصرار، والاسم.
تقول إسراء: “أنا ما حسّتش باليتم لما بابا وماما سابوني، حسّيته لما جدو مات، لكنه علمني أكون قوية وعشان كده بدأت مشروعي باسمه”
رغم عدم التحاقها بأي مدرسة طهي، تعلمت بالحياة والشارع و”مدرسة الجد”، فاستأجرت عربة صغيرة في ذات الشارع الذي شهد طفولتها، وبدأت مشروعها الذي أصبح اسمه مرتبطًا بحلوى الزلابية في بلبيس، وحرصت على أن تُضفي لمساتها الخاصة، فأصبحت الزلابية لوحة فنية مغطاة بالنكهات، بأسعار رمزية تبدأ من جنيه واحد، ما أكسبها شعبية واسعة بين الكبار والصغار.
تعمل إسراء من العاشرة صباحًا حتى منتصف الليل، وتكثّف ساعات العمل شتاءً مع تزايد الإقبال، حلمها لا يقف عند العربة، بل تطمح لافتتاح سلسلة محلات تحمل اسم “شيكو” لتخليد ذكرى جدها، وفتح أبواب رزق للفتيات والشباب ممن يواجهون ظروفًا مشابهة.
مقال له علاقة: إسرائيل في حالة قلق.. كيف أطاح ترامب بالموالين لنتنياهو في البيت الأبيض؟
واختتمت بقولها: “نفسي أفتح محلات باسم شيكو، عشان الاسم يعيش، وعشان أدي فرصة للي محتاجين زيي، سواء بنات أو شباب، ورسالة لجدي في العالم الآخر: ربنا يرحمك يا جدي، علمتني معنى الحياة وشربتني الصنعة، وبعدك عشت مستورة مش مكسورة”