روسيا تحذر من انتشار الجماعات الإرهابية في آسيا الوسطى

وكالات.

روسيا تحذر من انتشار الجماعات الإرهابية في آسيا الوسطى
روسيا تحذر من انتشار الجماعات الإرهابية في آسيا الوسطى

أعرب يوري كوكوف، نائب أمين عام مجلس الأمن الروسي، في حوار مع صحيفة “روسيسكايا جازيتا” عن قلق موسكو البالغ تجاه نشاط أنصار تنظيم “داعش” المحظور في روسيا بأفغانستان، حيث يسعون لنشر الإرهاب إلى دول آسيا الوسطى، ومنها إلى روسيا.

وأوضح كوكوف أن أفغانستان لا تزال تعاني من عدم الاستقرار رغم توقف العمليات العسكرية الكبرى، ما يهدد أمن الدول المجاورة، إلى أن “تنظيم داعش، المحظور في روسيا، يخطط لتوسيع نشاطه الإرهابي نحو آسيا الوسطى، ومنها إلى روسيا”.

وأكد أن التهديدات الناجمة عن الجماعات المتطرفة، التي تسعى لتعزيز نفوذها في دول مثل طاجيكستان وأوزبكستان، تزداد خطورة، مشيرا إلى أن “الروابط العائلية والتجارية بين مواطني هذه الدول وأفراد في دول رابطة الدول المستقلة، بما فيها روسيا، إلى جانب تسهيلات هجرة العمالة داخل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، تزيد من مخاطر انتشار نفوذ هذه التنظيمات إلى دول ما بعد الاتحاد السوفيتي”.

وأضاف كوكوف أن أفريقيا تحولت في السنوات الأخيرة إلى مركز رئيسي للنشاط الإرهابي عالميا، حيث يتدفق المتطرفون من الشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى القارة بعد فشلهم في تثبيت أقدامهم هناك، لافتا إلى أن “جماعات مرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة (المحظوران في روسيا) وسعت وجودها بشكل كبير في أفريقيا، حيث تمثل منطقة الساحل لوحدها أكثر من نصف وفيات الإرهاب عالميا”.

وأوضح أن القارة شهدت في عام 2024 أكثر من 3500 هجوم إرهابي، أودت بحياة أكثر من 14 ألف شخص، معظمهم مدنيون، مؤكدا أن “التنظيمات الإرهابية في أفريقيا تشارك في أنشطة إجرامية متنوعة، مثل الاختطاف، واستغلال الموارد الطبيعية، وتهريب الأسلحة والمخدرات، وتعدين الذهب غير القانوني، بإيرادات سنوية تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، تُستخدم لتجنيد مقاتلين ودعم نشاطاتهم”.

وحذّر نائب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي من تحول بعض الجماعات المسلحة إلى كيانات تشبه الدول بحكم الأمر الواقع، حيث تسيطر على مناطق واسعة، تفرض قوانينها الخاصة، وتجمع الضرائب من السكان في حالة خوف، مبديا قلقه من بدء بعض الأطراف الدولية بالاعتراف بهذه الكيانات كسلطات شرعية.

وأشار إلى تزايد الترابط بين الجماعات الإرهابية في أفريقيا، موضحا أنها “لم تعد تعمل بشكل منفصل، بل باتت تتشارك المقاتلين، المعلومات، قنوات التمويل، والخبرات العسكرية”.