أوضح الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أن شكاوى طلاب الثانوية العامة من امتحان مادة الفيزياء لا تتعلق بمستوى الامتحان فحسب، بل تنبع من عدة عوامل نفسية وعلمية وتربوية ترتبط بطبيعة المادة وطرق الاستذكار والتدريب لدى الطلاب، حيث أن أسئلة الفيزياء غالبًا ما تُصمم لقياس مستويات التفكير العليا، مثل مهارات التحليل والتركيب والتطبيق، وهي أهداف تعليمية تتطلب فهمًا عميقًا وقدرة على التعامل مع المفاهيم المجردة، وليس مجرد الحفظ.
مقال مقترح: ترامب يجعل نتنياهو في موقف محرج ومهين وفقًا ليهودا أحرونوت
وأشار شوقي إلى أن الفيزياء تتطلب مهارات مركبة، تشمل الإلمام الجيد بالمبادئ الفيزيائية والمهارات الرياضية الضرورية لحل المسائل، وهو ما يمثل تحديًا للعديد من الطلاب الذين قد لا يمتلكون هذه المهارات بشكل كافٍ، كما أن استخدام بعض الطلاب لأساليب استذكار تقليدية لا تتناسب مع طبيعة المادة يعد من أبرز أسباب الشكاوى، حيث يتعامل البعض مع الفيزياء بنفس الطريقة التي يذاكرون بها مواد مثل اللغة العربية، رغم أن الفيزياء تحتاج إلى منهجية تعتمد على الفهم والتطبيق والتدريب المكثف على حل المشكلات.
ولفت شوقي إلى أن الضغوط النفسية تلعب دورًا كبيرًا في زيادة حالة القلق بين الطلاب، خاصة مع الذكريات السلبية المرتبطة بامتحانات الفيزياء في السنوات السابقة، وصورة المادة في أذهان الكثيرين بأنها الأصعب بين جميع المواد، كما أن بعض الطلاب يتدربون على نوعيات محددة من الأسئلة، ويتوقعون أن تأتي الامتحانات بنفس النمط، لكنهم يُفاجَؤون بأسئلة جديدة، مما يسبب لهم حالة من الارتباك رغم أن هذه الأسئلة قد تكون قابلة للحل.
وبيّن الخبير التربوي أن “العدوى النفسية” بين الطلاب قد تساهم في انتشار الشكوى، حيث قد يشتكي الطالب فقط لأن زملاءه يشتكون، حتى وإن لم يجد صعوبة حقيقية في الامتحان، أو لم يواجه عقبات، مشيرًا إلى أن بعض الطلاب يميلون لتبرير أدائهم الضعيف بادعاء صعوبة الامتحان، كوسيلة لتخفيف الضغط عن أنفسهم أو ذويهم، وتطرق شوقي إلى مسألة هامة تتعلق بعدم توافق قدرات بعض الطلاب مع طبيعة الشُعب العلمية، حيث التحق نسبة منهم بتلك الشُعب فقط بسبب ارتفاع فرص القبول بكليات القمة، دون أن تكون لديهم الميول أو المهارات المناسبة لمواد علمية مثل الفيزياء.
مقال مقترح: error code: 524
اقرأ أيضاً: