نائب أفريكسيم بنك يكشف كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تقليص زمن التخليص الجمركي في مصر بنسبة 50%
قال هيثم المعايرجي، نائب رئيس بنك التصدير والاستيراد الأفريقي (أفريكسيم بنك) للتجارة العالمية، إن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ساهم في تقليص زمن التخليص الجمركي في مصر بنسبة تقارب 50%، مما يمثل نموذجًا يُظهر كيف يمكن أن تؤثر التحولات الرقمية إيجابيًا على مستوى القارة.

شوف كمان: إعلام إسرائيلي يكشف احتمالية انضمام أمريكا للحرب الليلة
جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الخامسة من اجتماعات أفريكسيم السنوية، التي تناولت “التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي: مسارات نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية في أفريقيا”.
وأكد المعيرجي أن القارة تعيش لحظة فارقة، حيث لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح أداة فعالة لإعادة تشكيل طرق التجارة والتمويل والنمو الاقتصادي.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أحدث تحولات كبيرة في التجارة العالمية، مشيرًا إلى تجارب شركات كبرى مثل DHL التي تستخدم التعلم الآلي لتوقع التأخيرات وتحسين المسارات، وشركة Maersk التي تعتمد الأتمتة في العمليات المينائية، بالإضافة إلى استخدام هيئات الجمارك حول العالم للتحليلات التنبؤية لرصد الاحتيال.
مقال له علاقة: هدوء شواطئ الإسكندرية بعد اضطراب الأمواج وتحذيرات للمصطافين من المخاطر
وفي المقابل، أشار إلى أن أفريقيا لا تزال تواجه تحديات مثل الأنظمة الجمركية اليدوية، وفجوة تمويل تجاري تتجاوز 120 مليار دولار، ومدفوعات عابرة للحدود تكلف ثلاثة أضعاف المعدلات العالمية، معتبرًا أن هذه التحديات تمثل فرصة “لبناء بنية رقمية من الجيل القادم انطلاقًا من الصفر”.
وأكد أن اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، التي تضم 1.3 مليار نسمة وناتج محلي إجمالي يتجاوز 3.4 تريليون دولار، تمثل ركيزة لتحقيق السيادة الاقتصادية الأفريقية، لكنها تحتاج إلى أدوات ذكية لتحقيق الأثر المنشود.
وفي هذا السياق، أشار المعايرجي إلى أن أفريكسيم بنك يقود التحول الرقمي عبر بوابة التجارة الأفريقية (ATG)، التي توفر منصة شاملة لربط الأسواق الأفريقية داخليًا وخارجيًا من خلال أدوات رقمية متخصصة، أبرزها.
منصة مانسا لتعزيز إجراءات التعرف على العملاء وتقليل فترات التحقق من الهوية باستخدام معرّف الكيان الأفريقي (AEI)، ومنصة الدفع والتسويات الأفريقية لتوفير مدفوعات فورية بالعملات المحلية وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية.
قال المعايرجي إن هذه المنصات أصبحت فعالة ومشغّلة حاليًا، وتساهم بشكل مباشر في تفعيل اتفاقية AfCFTA.
كما استعرض أمثلة على نجاحات التحول الرقمي في أفريقيا، مشيرًا إلى أن الشركات الصغيرة في نيجيريا زادت صادراتها بنسبة تجاوزت 30% من خلال منصات التجارة الإلكترونية، وفي كينيا، مكّنت تقنيات التعلم الآلي شركات التكنولوجيا المالية من تقديم تمويل تجاري للمشروعات متناهية الصغر التي كانت مستبعدة من النظام المالي الرسمي.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على رقمنة التجارة فقط، بل يعزز كفاءتها، يقلل الأخطاء البشرية، ويتيح إدارة المخاطر بذكاء وعلى نطاق واسع، موضحًا أن هذه الأدوات باتت ضرورية في وقت ما زالت فيه السفن تصل إلى الموانئ قبل وصول مستندات التخليص إلى البنوك.
وأشار كذلك إلى تأسيس مختبر الابتكار في البنك، الذي يجمع علماء البيانات ورواد الأعمال وصنّاع القرار لتطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الهوية الرقمية، والخدمات اللوجستية، وتقييم الجدارة الائتمانية للمشروعات الصغيرة.
ولتحقيق أقصى استفادة من هذه التحولات، شدد المعيرجي على ضرورة الاستثمار في البنية التحتية اللازمة، مثل الطاقة المستقرة، الإنترنت فائق السرعة، مراكز البيانات، إضافة إلى السياسات والتشريعات الذكية وحوكمة البيانات.
أكد أن أفريقيا تمتلك ميزة فريدة لعدم ارتباطها بالبنية التحتية التقليدية القديمة، مما يتيح لها التقدم بسرعة نحو أنظمة سحابية وذكية ومتكاملة، مشيرًا إلى أن القارة “متنقلة بالأساس، وريادية بطبيعتها، ولديها حافز قوي للقفز إلى الأمام”.