تعيش منطقة الشرق الأوسط حاليًا واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا، نتيجة الصراعات المستمرة التي تثيرها إسرائيل، وآخرها القتال مع إيران الذي استمر لمدة 12 يومًا، مما أسفر عن أضرار جسيمة للطرفين، بالإضافة إلى الحرب المستمرة في غزة التي دخلت شهرها العشرين.

مواضيع مشابهة: مصرع 5 مجرمين في اشتباك مسلح مع الشرطة بأسوان
وفي ظل هذه التوترات، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخططان لمستقبل جديد للمنطقة، يتضمن إنهاء حرب غزة، ومبدأ حل الدولتين، فضلاً عن توسيع نطاق “الاتفاقيات الإبراهيمية” لتشمل دول جديدة.
شوف كمان: اكتشف كيف يمكن الوقاية من 50% من حالات السرطان وفقًا لممثل منظمة الصحة العالمية بالأرقام
إنهاء حرب غزة
يعتقد الرئيس الأمريكي أن الوقت قد حان لإنهاء حرب غزة، خاصة بعد أن انتهت إسرائيل من مواجهة إيران، وهو ما يسعى ترامب لإقناع نتنياهو به، بحسب ما أفادت به مجلة “نيوزويك” الأمريكية.
كما صرح ترامب مؤخرًا للصحفيين خلال احتفال بالبيت الأبيض باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، بأنه يعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة قد يكون وشيكًا، وقد يتم التوصل إليه “خلال أسبوع”.
ووفقًا لتقارير إسرائيلية، فقد أجرى ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو مكالمات هاتفية مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أسفرت عن تفاهمات لإنهاء حرب غزة “في غضون أسبوعين”.
لكن اتفاق ترامب ونتنياهو لإنهاء الحرب مشروط بعدد من الشروط، من بينها الإفراج عن جميع الأسرى الـ50 في قطاع غزة، ونقل من تبقى من قيادة حركة حماس إلى خارج القطاع، وفقًا لصحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية.
ينص الاتفاق على إنهاء الأعمال العسكرية في غزة خلال أسبوعين، على أن تتولى أربع دول عربية، من بينها “مصر والإمارات”، إدارة القطاع بدلاً من حركة حماس، التي سيتم نفي قادتها إلى دول أخرى. أما بالنسبة لمصير سكان غزة، فسيتم نقل من يرغب في الخروج إلى دول أخرى، وفقًا لـ”إسرائيل هيوم”.
حل الدولتين
على الرغم من رفض إسرائيل المستمر لمبدأ “حل الدولتين”، معتبرة أن الفلسطينيين ليس لديهم الحق في إقامة دولتهم المستقلة، فإن هناك مؤشرات على أن الاحتلال قد يكون مستعدًا للنظر في هذا الأمر، وفقًا لـ”إسرائيل هيوم”.
وقد كشفت الصحيفة العبرية أن استعداد إسرائيل للنظر في هذا الأمر مشروط بإصلاحات من السلطة الفلسطينية، وفي المقابل، ستعترف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على بعض أجزاء الضفة الغربية.
يعتمد مبدأ حل الدولتين على إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل، على حدود 4 يونيو 1967، بما يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.
توسيع “الاتفاقيات الإبراهيمية”
لن تكتفي إسرائيل بالسيادة على بعض مناطق الضفة، بل يشمل الاتفاق الموسع بين ترامب ونتنياهو “توسيع اتفاقيات أبراهام” لتشمل دولًا جديدة مثل السعودية وسوريا، وفقًا لما صرح به مسؤول لصحيفة “إسرائيل هيوم”.
من جهته، أكد المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن هناك أخبارًا كبيرة بشأن الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات أبراهام، مضيفًا “نعتقد أننا سنصدر بعض الإعلانات الكبيرة جدًا بشأن الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات أبراهام”، كما صرح لشبكة “سي إن بي سي” الأربعاء.
وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بأن سوريا من بين الدول التي يسعى ترامب لضمها للاتفاقيات، حيث قالت: “عندما التقى الرئيس ترامب بنظيره السوري الجديد أحمد الشرع في السعودية، كانت تلك إحدى الطلبات التي قدمها لسوريا للتوقيع على اتفاقيات إبراهيم”، وفقًا لما نقلته قناة “فوكس نيوز”.
في المقابل، يعتقد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي أن سوريا ولبنان هما الدولتان الأبرز في الشرق الأوسط اللتان يمكن أن تنضما إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، وفقًا لما ذكرته صحيفة “إسرائيل هيوم”.
وكشف هنجبي أنه يشرف شخصيًا على جهود التنسيق الأمني والسياسي بين تل أبيب ودمشق، مشيرًا إلى وجود اتصالات حكومية شاملة بين الجانبين تشمل ملفات أمنية وسياسية مشتركة، تتم مع شخصيات سياسية سورية نيابة عن الحكومة الإسرائيلية.
بينما يعتقد مصدر سوري وصفته قناة “i24NEWS” العبرية بـ”المطلع” أنه سيتم التوصل إلى اتفاق تطبيع بين الحكومتين السورية والإسرائيلية قبل نهاية عام 2025، مشيرًا إلى أن المحادثات بين دمشق وتل أبيب لا تزال جارية برعاية مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتشجيع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وطلب من الرئيس السوري أحمد الشرع.
وفي حال حدوث ذلك، يشترط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بقاء القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان كأساس لأي اتفاق تطبيع محتمل مع سوريا، معتبرًا أن اعتراف دمشق بسيادة تل أبيب على الجولان يعد خطوة ضرورية لإبرام اتفاق معها.
إنهاء محاكمة نتنياهو
بينما ينشغل الطرفان الأمريكي والإسرائيلي بإعادة ترتيب أوراق المنطقة عبر تسويات سياسية وتوسيع دائرة التطبيع، يبدو أن المصالح تتجاوز البعد الإقليمي أو الأمني، فبالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحمل المشروع المطروح بعدًا شخصيًا.
طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنًا بإلغاء محاكمة نتنياهو أو منحه عفوًا فوريًا، واصفًا إياه بأنه “بطل حربي” يستحق التكريم، وفقًا لما جاء في تدوينة نشرها ترامب على منصته “تروث سوشيال”.
في عام 2019، وُجهت لنتنياهو تهم بالفساد في قضايا رشوة واحتيال وخيانة الأمانة العامة، والتي تعرف بملفات “1000” و”2000″ و”4000″، وهو ما نفاه نتنياهو. وفي يناير الماضي، بدأت جلسات استجواب نتنياهو أمام المحكمة العليا الإسرائيلية.