لم تكن “صباح” تتوقع أن فتح باب منزلها لاستقبال نجل شقيق زوجها في شارع العشرين بمنطقة فيصل بالجيزة سيقودها إلى فاجعة غيرت موازين عائلتها، وأشعلت جسدها، وأدخلتها في صراع مع الموت.

ممكن يعجبك: الرئيس السيسي يوجه بعلاج إمام تعرض للإصابة أثناء صلاة عيد الأضحى في لفتة إنسانية مؤثرة
قبل يوم من الحادث، جلس “كريم” – شاب في مقتبل الثلاثينات – مع ابن عمّه، نجل السيدة “صباح”، في محل بقالة صغير يمتلكه الأخير، حيث بدا عليه التوتر والانفعال، وتحدث بكلمات مبعثرة عن إيذاء غير مرئي، وإحساس بالخطر الذي لا يعرف مصدره، بالإضافة إلى شعور داخلي بأن “سحرًا ما” يُطارد خطواته.
ضحك الاثنان لفترة قصيرة، وافترقا على أمل اللقاء مجددًا، دون أن يدرك أيّ منهما أن الشكوك التي كانت تدور في عقل “كريم” ستتحول إلى مأساة.
في اليوم التالي، وفي شقة السيدة “صباح” التي فتحت أبوابها له بحسن نية وضيافة، تحولت الطمأنينة إلى رعب، حيث فاجأها “كريم” وهو يسكب مادة سريعة الاشتعال عليها ويشعل النار فيها، وسط ذهولها وعدم قدرتها على مقاومة ما يحدث، لم يكن هناك خلاف مباشر، ولا عداء سابق، بل كانت “أوهام السحر” التي زرعت الشك في داخله، “عملالي عمل”.
من نفس التصنيف: خبراء يؤكدون أن قصف منشأة فوردو النووية الإيرانية قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي محدود
يروي نجل الضحية، وهو لا يزال غير مصدق لما حدث: “اللي حصل والدتي استقبلت ابن عمي كأنه ابنها وغدر بيها، فجأة تلقيت اتصالًا من الجيران يقولون إن هناك حريقًا عندنا، جريت وطلعت لقيتها شبه ميّته، لحقت تنطق وقالتلي: كريم هو اللي عمل كده، وبعدها دخلت في غيبوبة كام يوم وماتت”.
حاول “كريم” الفرار من مكان الحادث، وقفز من النافذة بعد أن اشتعلت النيران في جزء من جسده، لينتهي به المطاف في المستشفى، مصابًا وتحت الحراسة.
انتقل رجال مباحث بولاق الدكرور فور تلقي البلاغ، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها في القضية، مع الاستماع لشهادات الجيران، ومراجعة كاميرات المراقبة في محيط العقار.